أهل الرواية والعلم، وسمع الكثير، وكتب وانصرف مسرعًا ووصل إلينا بالمغرب سنة ست وثلاثين، وسمع منه بالأندلس وجال في أقطارها، ثم رجع إلى إفريقية ومات مجاهدًا في جزيرة من جزائر الروم على ما بلغني.
حدث عن أبي نعيم الأصبهاني، وعن جماعة عدة من البلاد التي دخلها، وكان فاضلًا عاقلا يفهم. قرأت عليه كثيرًا وكتبت عنه وأنشدني:
إذا ما عدوك يومًا سما ... إلى حالة لم تطق نقضها
فقبل ولا تأنفن كفه ... إذا لم تكن تستطع عضها
وأنشدني أبو عمرو عثمان بن أبي بكر، قال: أنشدني أحمد بن عبد الله الحافظ، قال: أنشدني عبد الله بن جعفر الجابري بالبصرة، قال أنشدني ابن المعتز لنفسه:
ما عابني إلا الحسو ... د وتلك من خير المعايب
والخير والحساد مق ... رونان إن ذهبوا فذاهب
وإذا ملكت المجد لم ... تملك مذمات الأقارب
وإذا فقدت الحاسد ... ين فقدت في الدنيا الأطايب
وأنشدني أيضًا بالأندلس، قال. أنشدني عبد الله بن محمد بكازرون، قال: أنشدنا أبو أحمد العسكري النحوي لأبي عبيد الله المفجع:
لنا صديق مليح الوجه مقتبل ... وليس في وده نفع ولا بركه
شبهته بنهار الصيف يوسنعا ... طولًا ويمنع عنا النوم والحركه
عثمان بن الوزير أبي الحسن جعفر بن عثمان المصحفي من أهل الأدب والشعر، ذكره قاسم بن محمد المرواني.