لقد تميع الوضع في الجزائر إلى درجة خطيرة أصبحت تهدد بكارثة، وبفقد الرابطة التنظيمية التي كانت تجمع شمل هذا التنظيم الثوري الخطير، وبانتشار مرض الزعامة، وبتدخل ضباط الجيش وجنوده في الحكم وتوجيه الدولة، أصبحت القوة اليوم في الجزائر ليس لمن معه الحق ولكن لمن معه السلاح، والسلاح الآن في يد قادة الولايات وضباط جيش التحرير، والزعماء معهم الحق والمنطق والشهرة ولكنهم مجردون من القوة المنظمة والسلاح، وبين قادة الولايات خلافات وبين الزعماء خلافات، والوضع يهدد بل حتما سيتطور إلى كارثة محققة ما لم يتدخل عامل حاسم أخير.
ذلك العامل هو الشعب الجزائري.
وكلمة الشعب كلمة ما أكثر ما استعملت، ولكنها حين تستعمل للشعب الجزائري فهي تصف بحق شعبا ناضجا وخبيرا وضخما وواعيا سياسيا إلى درجة أن زعماءه جميعا وبلا استثناء يبدون كالأقزام بجواره.
أما كيف يمكن أن يحدث هذا التدخل فهذا موضوع حديث مفصل آخر، وكل ما أرجوه ألا يحدث بين كتابة هذا الكلام ونشره، وهما فترة لا تتجاوز ساعات، ما يمكن أن يقلب الموقف رأسا على عقب.
واللهم احفظ الجزائر للجزائريين!
هل انتهى الصراع في الجزائر
منح الاستقلال كان الوسيلة الأخيرة لمقاومة الثورة!
الفخ الذي نصبته فرنسا وسقط فيه الزعماء.
في الجزائر سلاح سري لم يستعمله إلى الآن أحد.
الأزمة ليس لها إلا حل واحد. ***
نامعلوم صفحہ