أقول: الحديث الذي ذكره المفسرون هكذا: ورأى أنه لما طلعت قريش من العقنقل (قال ﵇: هذه قريش جاءت بخيلائها وفخرها يكذبون رسولك، اللهم إني أسألك ما وعدتني، فأتاه جبريل ﵇ وقال له خذ قبضة من تراب فارمهم بها، فلما التقى الجمعان تناول كفًا من الحصباء فرمى بها في وجوههم، وقال: شاهت الوجوه فلم يبق مشرك إلا شغل بعينيه فانهزموا وردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم، ثم لما انصرفوا أقبلوا على التفاخر، فيقول الرجل قتلتُ وأسرت)، كما هو في البيضاوي، فقوله: فأتاه جبريل ﵇ وقال له خذ قبضة من تراب يدل دلالة واضحة على أنه كان من جانب الله تعالى، وقوله فلم يبق مشرك إلا شغل بعينيه يدل دلالة واضحة على أنه كان خارقًا للعادة، فبعد تسليم الحديث لا يمكن الإنكار إلا من الذي يكون قصده العناد والاعتساف، ويكون إنكار الحق قصدًا بمنزلة الأمر الطبيعي له.
(القول الثامن عشر) في الصفحة ٢٧٥ في الفصل الخامس من الباب الثالث هكذا: "اعلم أن عشرة أشخاص أو اثني عشر نفرًا فقط آمنوا بمحمد بعد
1 / 49