الآية العشرين ثبت تصديق رسالته الحقة أيضًا، وهذا النبي الشيخ الصادق النبوة افترى على الله وكذب في التبليغ، وخدع رجل الله المسكين وألقاه في غضب الرب وأهلكه، فثبت عدم عصمتهم في التبليغ أيضًا. فإن قلت: إنهم يفترون على الله ويكذبون في التبليغ قصدًا لا سهوًا أو نسيانًا وكلام القسيس النبيل في السهو والنسيان، قلت: هذا وإن كان توجيهًا مناسبًا لعبارته لكنه يلزم عليه شناعة أقوى من السهو والنسيان، ومع ذلك هو غلط أيضًا كما ستعرف.
ثم قال القسيس النبيل بعده: "إن ظهر لأحد في موضع من المواضع في تحريرهم اختلاف أو محال عقلي فذلك دليل نقصان فهمه وعقله" أقول: هذا أيضًا ليس بصحيح، بل تغليط وتمويه محض ومخالف لتصريح علماء اليهود والمفسر (آدم كلارك) الذي هو من المفسرين من فرقة البروتستنت، ولتصريح كثير من المحققين من هذه الفرقة كما ستعرف في الفصل الثالث والرابع من الباب الأول، والشاهد السادس عشر من المقصد الأول من الباب الثاني، ولو ادعى هذا القسيس صدق ما ادعاه فعليه أن يوجه جميع الاختلاقات والأغلاط التي نقلتها في الفصل الثالث؛ ليظهر الحال، لكنه لا بد أن يكون بيانه مشتملًا على توجيه جميعها لا بعضها ولا بد أن يكون جوابه بعد نقل عبارتي وتقريري ليحيط الناظر بكلام الجانبين، ولو وجه بعضها الذي يمكن تأويله ولو بعيدًا وترك نقل عبارتي فلا يُسمع ادعاؤه.
1 / 42