ولا يثبت من كتبهم المقدسة أنه تاب بل الظاهر أنه مات مرتدًا مشركًا. فإن هذه القصص وأمثالها يجب علينا أن ننكرها ونقول إنها غير صحيحة جزمًا، ونعتقد اعتقادًا يقينيًا أن ساحة النبوة بريئة من أمثال هذه الأمور القبيحة.
وكذا معذور في أن أقول للغلط إنه غلط، وهكذا فلا يناسب لعلماء البروتستنت أن يشكوا في هذا الباب، ألا يرون إلى أنفسهم كيف يتجاوزون الحد في مطاعنهم على القرآن المجيد والأحاديث النبوية والنبي ﷺ؟ وكيف يصدر عن أقلامهم ألفاظ غير ملائمة؟ لكن الإنسان لا يرى عيب نفسه ولو كان عظيمًا ويتعرض لعيب غيره ولو كان صغيرًا، إلا من فتح الله عين بصيرته ولنعم ما قال المسيح ﵇: (لماذا تنظر القذى الذي في عين أخيك وأما الخشبة التي في عينك فلا تفطن لها؟ أم كيف تقول لأخيك دعني أخرج القذى من عينك، وها الخشبة في عينك يا مرائي. أخرج أوّلًا الخشبة من عينك وحينئذ
1 / 14