أجابت ريبيكا: «ولكنها كانت تضحية فرضتها علينا السماء لإنقاذ أرواحنا، وقد بارك إله آبائنا بضائعك ومكاسبك منذ ذلك الحين.»
أجاب إيزاك: «أجل، ولكن ما العمل إن أمسك بها الطاغية كما فعل اليوم، وأرغمني على الابتسام له وهو يسرقني؟ يا ابنتي، إن أسوء شر يحدث لقومنا، نحن المحرومين من الإرث والمتجولين، هو أنه عندما نكون مظلومين ومسلوبين يضحك العالم أجمع من حولنا، ونجبر على كبت شعورنا بالأذى وعلى الابتسام في خضوع، بدلا من أن نثأر لأنفسنا بشجاعة.»
قالت ريبيكا: «لا تفكر في الأمر هكذا يا أبي، فنحن نستمتع أيضا بمميزات؛ فهؤلاء المسيحيون، مع قساوتهم وظلمهم، يعتمدون نوعا ما على أبناء صهيون المشتتين، الذين يحتقرونهم ويضطهدونهم. فبدون عون ثروتنا لا يستطيعون أن يجهزوا أعدادهم الغفيرة أيام الحرب أو مسيرات انتصارهم أيام السلم. وحتى مسابقة اليوم ما كانت ستعقد دون رضا من اليهودي المشتت، الذي زودهم بوسائلها.»
قال إيزاك: «يا ابنتي، لقد عزفت على وتر آخر من أوتار تعاستنا. الجواد الأصيل والدرع الثمين، إنها خسارة فادحة أيضا، أجل، خسارة تبتلع مكاسب أسبوع، أجل، الفترة بين سبتين. ولكن قد ينتهي الأمر على نحو أفضل مما أظن الآن؛ لأنه شاب صالح.»
قالت ريبيكا: «بالتأكيد لن تندم على رد الجميل الذي أسداه لك الفارس الغريب.»
قال إيزاك: «أثق في ذلك يا ابنتي كثقتي في أننا سنعيد بناء صهيون، ولكن كما آمل أن أرى بأم عيني جدران المعبد الجديد وأبراجه، آمل أن أرى مسيحيا، نعم من أفضل المسيحيين، يرد دينا إلى يهودي، لا خوفا من قاض أو سجان.»
كان ظلام الليل قد بدأ يحل عندما دخل خادم يهودي إلى الغرفة، ووضع على الطاولة مصباحين فضيين ممتلئين بزيت عطري، وفي الوقت نفسه كان خادم إسرائيلي آخر يقدم أغلى أنواع النبيذ وأطيب الأطعمة الخفيفة على طاولة صغيرة من الأبنوس المرصع بالفضة. في الوقت نفسه كذلك أخبر الخادم إيزاك بأن نصرانيا يرغب في التحدث إليه. على الفور وضع إيزاك على الطاولة كأس النبيذ اليوناني التي لم يتذوقها، والتي كان لتوه قد رفعها إلى شفتيه، وقال في عجل لابنته: «ضعي حجابك يا ريبيكا.» ثم أمر بدخول الغريب.
بمجرد أن أسدلت ريبيكا على ملامحها الجميلة ساترا من نسيج رقيق فضي اللون يصل إلى قدميها، فتح الباب ودخل جيرث ملتفا في طيات عباءته الواسعة.
قال جيرث: «هل أنت إيزاك يهودي يورك؟»
رد إيزاك: «أنا هو، ومن تكون؟»
نامعلوم صفحہ