قال الساكسوني: «أيها الأب الطيب آيمر، فلتعلم أنني لا أهتم بتلك المصطلحات الأجنبية، التي لا أحتاج إليها كي أستمتع بالغابات.»
قال الفارس، رافعا صوته بنبرة وقحة ومتسلطة اعتاد استخدامها في جميع المناسبات: «إن الفرنسية ليست فقط اللغة المعتادة للمطاردة، ولكنها أيضا لغة الحب والحرب، التي تمتلك بها قلوب النساء، ويغلب بها الأعداء.»
قال سيدريك: «فلتشرب معي أيها الفارس كأس نبيذ، ولتملأ كأسا أخرى لرئيس الدير بينما أعود بذاكرتي ثلاثين عاما لأخبرك بحكاية أخرى. لم تكن حكاية سيدريك الساكسوني بإنجليزيته السهلة في تلك الأيام بحاجة إلى أي زخرف من القول من أي شاعر متجول فرنسي وهي تلقى على آذان الحسناوات. أيها الساقي! يا ولد، املأ الأقداح لنشرب أيها السيد فارس الهيكل نخب الأقوياء الذين حملوا السلاح، من أي عرق أو لغة كانوا، الواقفين الآن ببسالة في فلسطين بين أبطال الصليب!»
قال السيد براين دي بوا جيلبرت: «لا يجدر بشخص يرتدي هذه الشارة أن يجيب، ولكن إلى من يمنح إكليل الغار من بين أبطال الصليب، بخلاف أبطال الهيكل المقدس المتخذين عهدا على أنفسهم؟»
قالت الليدي روينا: «ألا يوجد إذن في الجيش الإنجليزي من يستحقون أن تذكر أسماؤهم مع فرسان الهيكل وفرسان القديس جون؟»
أجاب دي بوا جيلبرت قائلا: «معذرة يا سيدتي؛ فالعاهل الإنجليزي جلب بالفعل لفلسطين زمرة من المحاربين البسلاء، الذين لا يفوقهم سوى هؤلاء الذين كانت صدورهم دائما دروعا واقية لتلك الأرض المباركة.»
قال الحاج، الذي كان واقفا قريبا بما يكفي لأن يستمع إلى حديثهم، وقد استمع لهذه المحادثة بنفاد صبر جلي: «لا يفوقهم أحد.» فالتفت الجميع نحو المكان الذي صدر منه هذا الإقرار غير المتوقع، وكرر الحاج بصوت حازم وقوي: «أقول إن الفرسان الإنجليز لا يفوقهم أحد من بين من حملوا يوما سيفا دفاعا عن الأرض المقدسة. وأضيف، لأنني رأيت بأم عيني، أن الملك ريتشارد بنفسه ومعه خمسة من فرسانه قد أقاموا مباراة فروسية بعد الاستيلاء على سانت جون داكر، وتحدوا فيها كل المتقدمين. وأشهد أنه في ذلك اليوم خاض كل فارس ثلاث جولات، وطرح أرضا ثلاثة خصوم. وأضيف أن سبعة من هؤلاء المهاجمين كانوا من فرسان الهيكل؛ ويعلم السيد براين دي بوا جيلبرت جيدا صدق ما أقوله لكم.»
قال سيدريك: «سأعطيك هذا السوار الذهبي أيها الحاج إن استطعت أن تخبرني بأسماء أولئك الفرسان الذين رفعوا ببسالة منقطعة النظير اسم إنجلترا الجميلة.»
رد الحاج: «سأفعل ذلك بسرور، ودون مكافأة؛ فقسمي يحرم علي، إلى حين، أن أمس الذهب. الأول في الشرف كما في حمل السلاح، وفي الشهرة وفي قدره على حد سواء، كان ريتشارد الشجاع، ملك إنجلترا.»
قال سيدريك: «أسامحه، وأغفر له انحداره من نسل الطاغية الدوق «وليام».»
نامعلوم صفحہ