اتمام الدراية لقراء النقاية

جلال الدين السيوطي d. 911 AH
135

اتمام الدراية لقراء النقاية

إتمام الدراية لقراء النقاية

تحقیق کنندہ

إبراهيم العجوز

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

1405 ہجری

پبلشر کا مقام

بيروت

علم البديع علم يعرف بِهِ وُجُوه تَحْسِين الْكَلَام بعد رِعَايَة الْمُطَابقَة لمقْتَضى الْحَال ووضوح الدّلَالَة أَي الْخُلُو عَن التعقيد لِأَنَّهَا إِنَّمَا تعد محسنة بعدهمَا أَنْوَاعه أَي البديع وَهِي الْوُجُوه الْمَذْكُورَة كَثِيرَة جدا تربو على الْمِائَتَيْنِ وَفِي بديعية الصفى مِنْهَا مائَة وَخَمْسُونَ نوعا وَمر مِنْهَا كثير فِي فني الْمعَانِي وَالْبَيَان كأقسام الإطناب وَنَذْكُر هُنَا غالبها الْمُطَابقَة الْجمع بَين ضدين فِي الْجُمْلَة أَي مُتَقَابلين سَوَاء تضادا فِي الْحَقِيقَة نَحْو ﴿يحيي وَيُمِيت﴾ ﴿وتحسبهم أيقاظا وهم رقود﴾ أم لَا نَحْو ﴿لَهَا مَا كسبت وَعَلَيْهَا مَا اكْتسبت﴾ ﴿وَلَكِن أَكثر النَّاس لَا يعلمُونَ﴾ يعلمُونَ ظَاهرا من الْحَيَاة الدُّنْيَا فَإِن ذكر مَعْنيانِ فَأكْثر ثمَّ ذكر مقابلهما مُرَتبا فمقابلة كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿فليضحكوا قَلِيلا وليبكوا كثيرا﴾ وَقَول الصفي كَانَ الرضى لدنوي من خواطرهم فَصَارَ سخطي لبعدي عَن جوارهم وأذكر متناسبان فَأكْثر فمراعاة النظير كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿الشَّمْس وَالْقَمَر بحسبان﴾ وَقَول البحتري فِي صفة الْإِبِل (كالقسى معطفات بل الاسهم ... مبرية بل الأوتار) أَو ختم الْكَلَام بمناسب الْمَعْنى الْمُبْتَدَأ بِهِ فمتشابه الاطراف كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿لَا تُدْرِكهُ الْأَبْصَار وَهُوَ يدْرك الْأَبْصَار وَهُوَ اللَّطِيف الْخَبِير﴾ فَإِن اللَّطِيف يُنَاسب كَونه غير مدرك والخبير يُنَاسب كَونه مدْركا أَو ذكر قبل الْعَجز من الْفَقْرَة أَو الْبَيْت مَا يدل عَلَيْهِ فإرصاد وتسهيم كَقَوْلِه تَعَالَى ﴿وَمَا كَانَ الله ليظلمهم وَلَكِن كَانُوا أنفسهم يظْلمُونَ﴾

1 / 137