في مذمتهم وصنف علماء الشيعة كتبا كثيرة في ردهم وكفرهم.
منها كتاب الشيخ المفيد في الرد على أصحاب الحلاج وذكر فيه أن الصوفية في الأصل فرقتان حلولية واتحادية وكل الشيعة على هذا القول فيهم إلا القليل فإنهم جعلوا الحلولية والاتحادية فرقة واحدة وأكثر أهل السنة يجعلونهما أيضا فرقة واحدة وكل الشيعة على كفرهم والرد عليهم بطريق المبالغة العظيمة إلى حد لم يجوزوا لغير ضرورة التسمية بالصوفية ورووا بهذا المعنى أحاديث كثيرة عن أئمتهم (انتهى).
الثاني عشر: شيخنا الجليل الشيخ بها الدين قدس سره فقد عرفت ما نقله في الكشكول من الحديث الشريف في مذمتهم وتكفيرهم وقد صرح بالإنكار عليهم في مواضع متعددة في الكتاب المذكور وغيره.
وأما ما نقله عنهم أحيانا شيئا يتعلق بالزهد ونحوه فلا منافاة فيه وكذا ما تضمن تفاوت درجات الناس في المعرفة ولا يخفى صرف عمره في علوم الشريعة قراءة وبحثا وتحقيقا وتأليفا وكذا القول في شيخنا الجليل الرباني الشهيد الثاني وذلك ينافي طريقة التصوف قطعا.
وأعلم أن جماعة من علماء العامة ومحققيهم قد أنكروا التصوف وبالغوا في ذم أهله ولننقل بعض عباراتهم.
قال الشيخ الطيبي في شرح المشكاة: وأما ما أحدثه المتصوفة من السماع بالآلات فلا خلاف في تحريمه وقد غلب على كثير ممن ينسب إلى الجبر وعموا عن تحريمه حتى ظهر على كثير منهم أفعال المجانين قيرقصون بحركات متطابقة وتقطيعات متلاحقة وزعموا أن تلك الأمور من البر وهذا زندقة.
وقال الدميري صاحب كتاب حياة الحيوان نقلا عن السيوطي عن أبي بكر الطرطوشي أنه سئل عن قوم يجتمعون في مكان يقرأون شيئا من القرآن ثم ينشد لهم منشد شيئا من الشعر فيرقصون ويضربون بالدف هل الحضور معهم حلالا أم لا؟
صفحہ 53