إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم
إذهاب الحزن وشفاء الصدر السقيم
ناشر
دار الإيمان
ایڈیشن
-
پبلشر کا مقام
القاهرة
اصناف
٣- وقد يكون الإقراء فيها أي تعلم القران وتعليمه ثنائيا، كما هو شائع في حلقات المسلمين اليوم: فقد دخل حذيفة ﵁ المسجد فمر على قوم يقرئ بعضهم بعضا فقال: «إن تكونوا على الطريقة لقد سبقتم سبقا بعيدا، وإن تدعوه فقد ضللتم» قال: ثم جلس إلى حلقة فقال: «إنا كنا قوما امنا قبل أن نقرأ وإن قوما سيقرأون قبل أن يؤمنوا» فقال رجل من القوم: تلك الفتنة؟ قال: «أجل قد أتتكم من أمامكم حيث تسوء وجوهكم، ثم لتأتينكم ديما ديما، إن الرجل ليرجع فيأتمر الأمرين أحدهما عجز والاخر فجور» «١» .
وكذلك كان الصحابة ﵃ يعقدون حلقات الإقراء فعن أبي إسحاق قال:
رأيت رجلا سأل الأسود بن يزيد وهو يعلم القران في المسجد فقال: كيف تقرأ هذه الاية فهل من مدكر أدالا أم ذالا؟ قال: بل دالا سمعت عبد الله بن مسعود ﵁ يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: مدكر دالا «٢»، ووصف بعض تلاميذ أبي موسى الأشعري تعليم شيخهم ﵁ لهم فقال: (تعلمنا القران في هذا المسجد يعني مسجد البصرة وكنا نجلس حلقا حلقا، وكأنما أنظر إليه بين ثوبين أبيضين وعنه أخذت هذه السورة اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (العلق: ١) قال:
وكانت أول سورة أنزلت على محمد ﷺ «٣» .
(١) ابن أبي شيبة (٧/ ٤٥١)، مرجع سابق.
(٢) صحيح مسلم (١/ ٥٦٥)، مرجع سابق.
(٣) الحاكم (٢/ ٢٤٠)، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه وله شاهد بإسناد صحيح على شرط مسلم» .
1 / 104