93

والجواب الثاني: أن ذلك لو كان ، لكان شبهة لا يمكن حلها ، وما جرى هذا المجرى فيجب على الله عز وجل المنع منه ، فيعلم أنه لم يكن .

ويمكن أن يجاب عنه بأن يقال له: إن ذلك لو كان كذلك ، لكان ذلك النبي ممن قد بعثه الله ، وكلفه أداء الرسالة . ولو كان ذلك كذلك ، لوجب على الله عز وجل أن يحفظه إلى أن يبلغ ويؤدي الرسالة ، ولو كان بلغ وأدى ، لكان ذلك لا يخفى .

والجواب المعتمد عندي غير هذه الأجوبة ، وهو أن يقال لمن قال ذلك: في القرءان كثير من أقاصيص أحوال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأحوال الصحابة رحمهم الله ، وأحوال أعدائه ، مثل ما ذكر سبحانه في السورة التي يذكر فيها الأحزاب من قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إذ جاءتكم جنود } [الأحزاب: 9] . . . إلى آخر القصص ، وفي هذه السورة ذكر زيد بن حارثة ، وما قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في شأن زوجته ، وما كان من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من التزويج ، حيث يقول: { وإذ تقول للذي أنعم الله عليه وأنعمت عليه } [الأحزاب: 37] . . . إلى آخر القصة .

صفحہ 145