وكيف يرتاب في ذلك من علم من حاله أنه لم يكن يشتغل بعلوم أهل الكتاب ؟كما يعلم أنه لم يكن يشتغل بعلوم التنجيم والهندسة والفلسفة ، وهذا مما ذكره بعض العلماء على سبيل الاستدلال به .
فأما ما ذكره على سبيل التأكيد فمما لا مرية فيه ولا شبهة ، والحمد لله . وقد نبه الله عز وجل على ذلك ، بقوله تعالى: { وما كنت تتلو من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون (48) } [العنكبوت] .
ومن ذلك سلامة القرءان وما (¬1) أتى به صلى الله عليه وآله وسلم من الشرائع ، عن التناقض والتدافع ، واستمرارها على طريقة واحدة ، وأنها لا تزداد إلا تأكدا وبيانا ، مع الفحص والبحث وشدة التنقيب على أحواله ، وكثرة إيراد أجناس الكفار للشبه . سيما الملحدة ، فإنهم لم يدعوا شيئا يجوز أن يخرج في تعريف شبهة أو تخييل ، إلا قاموا به وقعدوا ، وأوردوا وذكروا ، طمعا في إطفاء نور الحق ، { ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون (32) } [التوبة] .
وقد نبه الله جل ذكره على هذه الحملة (¬2) بقوله: { ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا (82) } [النساء] .
صفحہ 307