128

============================================================

كتاب اثبات النبويات خلقه السموات والارض في هيئة تنزيله وشريعته ، لان لا يقول ما جاء من بشير ولا نذير.

من الدليل على ان النبوءة علة ما يتولد الزمان منه ان قابل النبوءة قد يخبر الناس ما يكون في الزمان في المستقبل من النعرات وهو مثل ما روي عن ناطقنا عليه السلام انه قال : حين بلغه ان كسري مزق كتابه : " هلك كسري ولا كسري بعده قال : كاني انظر الى سواري كسرى في يدي سرادق ابن مالك ، وكما ذكر في سفر أشعيا حيث يقول : قم نظار امما ما ترى، قال : أرني راكبين راكب حمار وراكب بعير ، فأراد براكب الحمار المسيح وبراكب البعير محمد وقد اخبر عليه السلام امته انما يكون في الزمان المستقبل فمن اية قوة كان يخبر الناس لو لم تكن النبوءة المتصلة به علة الزمان المحيط به، وبما يتولد منه ، ودليل آخر على ان النبوءة علة الزمان، ان اوامر النبي قد غلبت الزمان على اظهار افعال النبوءة وقهرت افعال الزمان ، وذلك ان افعال الزمان ليست على نظم واحد بل بتقدم وبتأخر وتقل وتكثر وافعال النبوءة على حال واحدة بلا تقديم ولا تأخير ولا تقليل ولا تكثير ومثال ذلك ان ناطقنا عليه السلام قد امر امته بالأضحية في كل سنة يوم العاشر من ذي الحجة ، وثلاثة ايام بعده ، وقد غلب امره الزمان على هذا الفعل على نسق واحد لا يتقدم عليه ولا يتأخر عنه ، وكذلك اقامة الصلوات في الأوقات الخمسة في اليوم والليلة لا يتقدم ولا يتأخر وهكذا اشهر الصيام وعمل الحج في شهر لا تقديم فيها ولا تأخير عنها ، بل ترى ان الزمان مقهورا تحت امره منقادا له انقياد المعلول لعلته وقد ثبت ان النبوءة علة الزمان، ولهذا المعنى قيل : ان الناس بنطقائهم اشبه في باب التعريف منهم بآبائهم، وذلك انه اذا ما رأيت انسان في زيه وهيئته علمت انه مسلم على دين حمد عليه السلام ، او نصراني على دين المسيح : او يهودي على دين موسي ، ولا يدري آخر من هو من جهة زيه وهيتته حتى تعرف من جهة المخبر .

وكما ان ظهور الأزمنة قليلها وكثيرها انما يكون من قبل الشمس والقمر فقط دون سائر الكواكب ، كذلك ظهور التبوءة من قبل السابق والتالي وبالسابق يكون الاكثر ، كما ان بالشمس ظهور الازمنة اكثر وأصح وهكذا جميع الاجرام العلوية انما هي من قبل الشمس كذلك جميع المقائس الدينية لوضع السياسات انما هي

صفحہ 128