============================================================
كتاب اثيات النبومات كان البعض من الناس يحترسوا منه ببعض العلاجات ، فاحتراس الكل من الاشياء المتنعة كذلك وباء النفس من جهة الضلالات المؤسسة ، فقد يتمكن في النفوس منأ طويلا ، ويسبب رجوع النفس الى الطريق المستقيم : انما هو بظهور اولي العزم، وان كان لبعض اهل العقل والنهي ان يحرسوا انفسهم عنها بيعض الاستنباضات فان احتراس الكل عنها غير ممكن ، وأيضا فان ظهور المحقين من الرسل وغير المحقين المخترعين انما هو في عالم التركيب . وجدنا عالم التركيب من اوله الى اخره ذا حالين : حال صلاح ، وحال فساد ، وذلك ان الكواكب بعضها نحوس، وبعضها سعود ، وكذلك اذا انحدرت الى المواليد فانه كان اول المواليد الاحجار المنعقدة وقد انقسمت بقسمين : قسم منها ذو صلاح مثل الزمرد والياقوت اللذين يدفعان الوباء اذا ادام الانسان النظر فيهما، ويدخلان في الترياق والأدوية الكبار من الأكحال وغيرها ، وقسم منها ذو فساد مثل الزرانيخ والكباريت واحجار النوره الي تقتل الانسان اذا تتاولها ، وبعدها الاحجار المذابة فيها مثل الذهب والقضة اللذين بهما صلاح المعيشة في العالم ، وفيها مثل الحديد الذي به يوقع القتل الذريع في العالم في كل وقت ، وبعدها النبات فيه مثل البانش وصور مالك والبنج وغيرها مما يقتل الذائق والشام و فيه مثل السكر والورد اللذين فيهما من انواع المصالح ما هو غير خفي، وبعده الحيوان ففيه مثل الحيات والعقارب والذئاب والاسد مع ظاهر فسادها وقلة مصالحها، فيه مثل الجمال والافراس والثيران والاغنام مع كثرة مصالحها وقلة فسادها ، وبعده الناس ففيهم مثل الابرار والاتقياء العلماء الحكماء ، وفيهم مثل الفجار والاشقياء والجهال والسفهاء، وبعدهم دعاة الحق ففيهم مثل ابراهيم عليه السلام وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم الذين يدعون الخلق الى الجنة والنجاة كما حكى الله تعالى ذكره عن صفيه(1 موسى عليه السلام قوله : { ويا قوم مالي أدعوكم إلى النجاة وتدعونني إلى النار (تدعونني لأكنفر بالله وأشرك به ما ليس لي به علم وأنا أدعوكم إلى العنزيز الغفتار فمن هذه الجهة ر اجت اقاويل المخترعين الكذابين في اتباعهم، والقول في ايضاح علة انقسام التركيب بقسمين على الصلاح والفساد خارج عن غرض كتابنا هذا ، ولا نأخذ في شرحه: ولعلنا نشرحه في بعض كتبنا انشاء الله تعالى.
(41 في نسنةس ورد وصيفه.
صفحہ 106