فقال له جبريل: مه يا براق، فقال: يا جبريل مس صنما، فقال: يا محمد، هل مسست صنما؟ قال: والله إنى مررت على إساف ونائلة فمسحت يدى على رءوسهما وقلت: إن قوما يعبدونكما من دون الله لضلال، فقال جبريل: يا براق أما تستحى، فوالله ما ركبك منذ كنت قط نبى أكرم على الله تعالى من محمد، فارتعش البراق وانصب عرقا حياء منى، ثم خفض حتى لزق بالأرض، فركبته واستويت عليه، فأم جبريل نحو المسجد الأقصى يخطو مد البصر وجبريل معى لا يفوتنى ولا أفوته، فبينا نحن فى مستوى إذ سمعت نداء عن يمينى، فقال: يا محمد على رسلك، يقولها ثلاثا، فلم ألو عليه، فجاوزته، ثم نادانى عن يسارى، فقال: يا محمد على رسلك، يقولها ثلاثا، فلم ألو عليه، ثم مضيت حتى جاوزته، فإذا أنا بامرأة عجوز رفعت عليها كل زينة وبهجة تقول: يا محمد إلى، فلم ألتفت إليها، فلما جاوزتها، قلت: يا جبريل من هذا الذى نادانى عن يمينى، قال: داعية اليهود؛ والذى نفسى بيده لو أجبته لتهودت أمتك بعدك ، والذى ناداك عن يسارك داعية النصارى، والذى نفسى بيده لو أجبته لتنصرت أمتك بعدك. وأما التى رفعت لك بهجتها وزينتها هى الدنيا؛ فلو لويت عليها لاختارت أمتك الدنيا على الآخرة.
ثم أتيت بإناءين أحدهما لبن والآخر خمر، فقال لى: اشرب أيهما شئت، فأخذت اللبن فشربته، فقال جبريل: أصبت الفطرة؛ أما إنك لو أخذت الخمر لغوت أمتك بعدك.
ثم سار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ومعه جبريل، فقال: انزل فصل قال: فنزلت فصليت، قال: تدرى أين صليت؟ صليت بطور سيناء حيث كلم الله موسى.
ثم ركب وسار، ثم قال: انزل فصل. قال: فنزلت فصليت. قال: تدرى أين صليت؟ صليت ببيت لحم حيث ولد عيسى (عليه السلام).
ثم مضينا حتى انتهينا إلى بيت المقدس، فلما انتهينا إليه فإذا أنا بملائكة قد نزلوا من السماء يتلقونى بالبشارة والكرامة من عند رب العزة، يقولون: السلام عليك يا أول ويا آخر ويا حاشر. قلت: يا جبريل، وما تحيتهم لى؟ قال: يقولون إنك أول من تنشق عنه الأرض، وأول شافع، وأول مشفع، وإنك آخر الأنبياء، وإن الحشر
صفحہ 62