الأقطار الإسلامية لعدم الوقوف على ذلك. وقد أطلت الكلام فيه ووفّيت كل ترجمة حقها وكل حادثة مستحقها قياما بالواجب التاريخي.
ولما جمعته وخرجته من مسودته ظهر لي أن أختصره في هذا العجالة وأجعله ذيلا لكتاب التقاط الدرر المذكور على منواله وأسلوبه، ورتبته على السنين كأصله من أول عام واحد وسبعين ومائة وألف إلى عامنا هذا عام سبعين وثلاثمائة وألف، ذاكرا فيه وفاة الشخص في عامه الذي توفي فيه، وبعض التحليات التي رأيته موصوفا بها على وجه الاختصار والاقتصار، ذاكرا تحلية من عاصرتهم واتصلت بهم أو الذين رأيت من عاصرهم واتصل بهم أو ما اتّفق عليه في تحليتهم، سواء كان المذكور من العلماء أو من رجال الصلاح والدين، أو من الوزراء القواد والباشوات الذي هم رجال السياسة، لأنهم يذكرون في الحوادث السياسية كقيرا.
وأشير إلى بعض الحوادث إن كانت مهمة في وقتها، وإن أردت بسط ذلك والاطلاع عليها على وجه التفصيل فعليك بمراجعة الأصل كتاب زبدة الاثر فإنك ولا شك تجدها إن شاء الله مبسوطة هناك.
ومما زادني تحفيزا على القيام بجمع ذلك والاعتناء بهذا المشروع ما وجدته بخط سيدنا الجد العالم شيخ الجماعة أحمد بن الطالب ابن سودة الآتي الوفاة عام أحد وعشرين وثلاثمائة وألف، فإنه ذكر في كراسة بعض الوفيات لمشاهير العلماء الذين توفوا بعد صاحب نشر المثاني واختصاره التقاط الدرر، وهو عام سبعين ومائة وألف وذكر في آخرها ما لفظه ومن خطه ﵀ نقلت مباشرة: "إن الشريف العالم المؤرخ سيدي محمد بن الطيب القادري المتوفي سنة سبع وثمانين ومائة وألف اقتصر في نشر المثاني واختصاره التقاط الدرر على عام سبعين ومائة وألف ولم نر من أتم من ذلك إلى وقتنا وهو عام ثلاثة عشر وثلاثمائة وألف وغاية ما وجدته مقيدا عندي من المشاهير المدرسين بجامع القرويين. هذا، ومن اطلع على غير هم سواء كان من مدرّسي فاس أو غيرها فلا بأس أن يضمّنه الذيل على التقاط الدرر". فأنت ترى هذا المشروع كأنه تلبية لأمر مولانا الجد ﵀. وقد سميت هذه الوفيات بإتحاف المطالع بوفيات أعلام القرن الثالث عشر والرابع، وأذكر في الآخر إن شاء الله أسماء التأليف التي نقلت عنها واسفدت منها لأنى تركت النسبة إليها داخل الكتاب طلبا للاختصار.
وقد وفيت والحمد لله الموضوع حقه على حسب ما وقفت عليه من الوفيات، وربما تبحث عن اسم عالم أو شهير فلا تجده مذكورا في هذه الوفيات وتقول أين هو؟ فلا تظن أنى تركت ذلك عمدا لأنى أقول: هذا ما وصل إليه علمي واطلاعي وبحثي، وإنما الإحاطة لله، وفوق كل ذي علم عليم. على أنى أديت فوق المستطاع على حسب الإمكان والبحث طيلة أعوام وسنين.
كما أنك قد تجد ذكر الرجل وتقول لا معنى لذكره وأي غرض يدعو إلى ذكره وما يستفاد من ذلك، فأقول أيضا إني وجدته مذكورا ذكره الغير فتبعته في ذكره لأن مشارب الباحثين متعددة، والأفكار مختلفة، فرب رجل تقول لا معنى لذكره وغيرك يبحث عنه بالخصوص ولا يعنيه غيره لأجل التبرك به مثلا أو هو من سلفه. وإن رأيت نقصا في تحلية ووصف بعض
1 / 9