کتاب الاستغاثہ

ابن تيمية d. 728 AH
153

فهذا النمط من الكلام حيث ذكر الأفضل فيه فإنه لا يراد اختصاصه بالحكم بل يراد به العموم وتحقيق العموم وأن هذا الحكم ثابت في حق الأفضل فكيف بمن دونه

وحينئذ فإذا قدر أن سائلا سأل هل يستغاث بميت من الأنبياء والصالحين فقيل له لا تستغث بأحد منهم لا نبي ولا غيره وقيل لا يستغاث بنبي فكيف بمن دونه أو قيل أفضل الخلق لا يستغاث به أو نحو ذلك من العبارات التي يفهم منها عموم النفي وأنه ذكر الأفضل تحقيقا للعموم كان هذا من أحسن الكلام كما تقدم كما إذا قيل لا يسجد لقبره ولا يتمسح به ولا يقبل ولا يتخذ وثنا يعبد ونحو ذلك وكذلك لو كان الخطاب ابتداء في سياق التوحيد ونفي خصائص الرب سبحانه وتعالى عن العبد فقيل ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى لا يطلب إلا منه لا من نبي ولا غيره أو قيل لا يستغاث فيه إلا بالله لا يستغاث فيه بالنبي فكيف من دونه أو نحو هذا الكلام كان حسنا

فالاستغاثة المنفية نوعان

أحدهما الاستغاثة بالميت مطلقا في كل شيء

والثاني الاستغاثة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه إلا الخالق

صفحہ 472