وهب أن الملائكة نزلت بقذف الرعب في قلوب الكفار كما قال تعالى: {إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم فثبتوا الذين آمنوا سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب} وأيضا فهب أن الملائكة حضروا فمن الذي يخلق القدرة فيهم وفي المؤمنين والقدرة التي بها يكون الفعل أكثر لا يكون إلا مع الفعل وهب أن القدرة حصلت فمن يخلق الأسباب الخارجة كقبول الجلود للجرح وحصول الزهوق بعد الجرح والهزيمة المستمرة إذ يمكن أن الكفار يقرون ويكرون ويمكن أنهم يقاتلون حتى يقتلوا فلا يقتل منهم واحد حتى يقتل غيره
فالنصر الذي قال الله تعالى فيه {وما النصر إلا من عند الله} لا يقدر عليه ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا يقدر عليه إلا الله تعالى ليس في الموجودات سبب يحصل به هذا النصر ولا موجب له إلا مشيئة الله تعالى فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن فإن كل ما يكون لسبب فلا بد من حصول سبب آخر ومن رفع موانع
صفحہ 433