وكان شيخ آخر معظم عند أتباعه يدعي هذه المنزلة ويقول إنه المهدي الذي بشر به النبي صلى الله عليه وسلم وإنه يزوج عيسى بابنته وإن نواصي الملوك والأولياء بيده يولي من يشاء ويعزل من يشاء وإن الرب تعالى يناجيه دائما وإن هو الذي يمد حملة العرش وحيتان البحر وقد عزرته تعزيرا بليغا في يوم مشهود بحضرة من أهل المسجد الجامع يوم الجمعة بالقاهرة فعرفه الناس وانكسر بسببه أشباهه من الدجاجلة
ومن هؤلاء من يقول في قوله تعالى {إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا} يقول إن الرسول هو الذي يسبح بكرة وأصيلا ومنهم من يقول أسقط الربوبية وقل في الرسول ما شئت:
دع ما ادعته النصارى في نبيهم ** واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم
فإن فضل رسول الله ليس له ** حد فيعرب عنه ناطق بفم
وانسب إلى ذاته ما شئت من شرف ** وانسب إلى قدره ما شئت من عظم
لو ناسبت قدره آياته عظما ** أحيا اسمه حين يدعى دارس الرمم
ومنهم من يقول نحن نعبد الله ورسوله فيجعلون الرسول معبودا.
صفحہ 428