كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ((شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي)) ذكر ذلك الإمام القاسم بن محمد في كتابه: (الاعتصام بحبل الله ج2/ص202)، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أربعة أنا شفيع لهم يوم القيامة: المكرم لذريتي، والقاضي حوائجهم، والساعي لهم في أمورهم عندما اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه) انتهى (مسند الإمام زيد ص 463).
كما قال صلى الله عليه وسلم: ((من أحب أن يركب سفينة النجاة، ويتمسك بالعروة الوثقى، ويعتصم بحبل الله المتين، فليأتم عليا وليأتم الهداة من ولده)) (لوامع الأنوار: 1/142).
فكما أن التوجه إلى جهة الكعبة سبب من أسباب قبول الصلاة، فكذلك حب آل البيت سبب من أسباب قبول الأعمال عند الله تعالى.
يقول الإمام علي كرم الله وجهه: (فلا يقبل توحيده إلا بالاعتراف لنبيه صلى الله عليه وسلم بنبوته، ولا يقبل دينا إلا بولاية من أمر بولايته، ولا تنتظم أسباب طاعته إلا بالتمسك بعصمه وعصم أهل ولايته). (مستدرك نهج البلاغة ص 75)
وقال صلى الله عليه وسلم: ((لكل شيء عماد وعماد الدين حبنا آل البيت)) [انظر لوامع الأنوار: 2/617].
فوالله الذي لا إله إلا هو لو عرفنا عظمة المسئولية التي حملها الله أهل البيت لرحمناهم، وبدلا من أن نحسدهم ندعو الله لهم أن يعينهم على تأدية هذه المسئولية، فهي تكليف قبل أن تكون تشريف.
قال الإمام الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب
: (وإني أخاف أن يضاعف للعاصي منا العذاب ضعفين، والله إني لأرجو أن يؤتى المحسن منا أجره مرتين) [انظر كتاب آداب العلماء والمتعلمين
ص 148، ط1].
فكما أن أجرهم مضاعف فكذلك عقابهم مضاعف، وذلك بسبب قربهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
صفحہ 14