============================================================
(20) (21) الاستيعابه حياة المؤلف ومن الخليق بالذكر أنه مع إلمامه باللغة الفارسية لم يؤلف بها إلا كتاب التفهيم1، ولم يستحسن التأليف علم نقل إلى الفارسية كيف ذهب رونقه وكسف باله واسود وجهه وزال الانتفاع به؛ إذ لاتصلح هذه اللغة إلا للأخبار الكسروية والأسمار الليلية1.
بها. ومع معرفته الوافرة بالعربية، والفارسية، والخوارزمية. اختار العربية لتأليف كتبه بعد مقايسته بينه هل الأمر كما ذكر البيروني حقأة هل يذهب رونق الكتاب إذا صنف باللغة الفارسية؟ وهل يصح ما اللغات المشار إليها ذكره عن هذه اللغة من أنها لاتصلح إلا للأخيار الكسروية، والأسمار الليلية؟ في حين أن الحقيقة التاريخية وذكرنا سابقا أن اللغة الخوارزمية هي لغته الأم. وهو من أهالي «خوارزم» وكان يستأنس باللغة لها تدلنا على شيء آخر.
الخوارزمية لأته ألفها وكان يعير عن خلجات نفسه بها). وكان يود أن يؤلف كتبه بها، بيد آن هذه اللغة 3 وجميع ما ثتب بها قد ضاع بعد الغزوالعسكري والثقافي الذي قام به قتيية ين مسلم الباهلي 4. وكان يثار هنا سؤال مفاده: إذا كانت اللغة الفارسية كما ذكر البيروني، فلم آلف كتاب التفهيم بها؟ واستدل البيروني على صحة كلامه بآن كل كتاب يؤلف بها، يذهب رونقة ويكسف باله، وبسود وجهه، ويزوله البيروني مطلعا على هذا الأمر فقد ذكر أن قتيبة أباد الكتاب والهرابذة في خوارزم وترك الكتب والدفاتر الانتفاع به2. بينما إذا نظرنا إلى كتاب التفهيم - وهو أثره العلمي - فلا نجده زائلا رونقه مسودا وجهه طعمة للحريق ، فبقي الخوارزمثون على أميتهم منذ ذلك العهده. ومن الطبيعي أن عجز اللغة الخوارزمية بسبب هجوم قتيبة، وضياع الآثار المكتوبة بها حالا دون آن يؤلف البيروني آثاره العلمية باللغة المذكورة.
كاسفأ باله، بل نجده كتابا علميا بأسلوب جميل، وقد أفاد فيه من لهلصطلحات الفارسية العلمية الأصيلة.
وأشار البيروني، في موضع آخر، إلى دمار اللغة الخوارزمية وخطها وثقافتها على يد قتيبة، وذكر أنه كان و وهذا الكتاب العلمي العظيم مفيد نافع. وبموازنة يسيرة بين النسخة العربية لكتاب التفهيم، وبين نسخته الفارسية، يتبين لنا أن النسخة الفارسية لا تنقص عن النسخة العربية شيئا . وكيف رضي الييروني أن يؤلف يقتل كل من كان يعرف الخط الخوارزمي. ويلحق بهم من كان مطلعا على أخبار الخوارزميين، وكان يدزسها في وسطهم. ولهذا السبب بقيت آخبار خوارزم خافية، وتعذرت معرفتها بعد الإسلام6. من هنا جه كتابه العلمي بالفارسية فيذهب رونقه، ويكسف باله ويسود وجهه، ويزول الاتتفاح به؟!
كتب في مقدمة الصيدنة قائلا: «وأقيس هذا بنفسي وهي مطبوعة على لغة لو خلد بها عيلم لاستغرب يضاف إلى ذلك أننا لو راجعنا تاريخ اللغة الفارسية لاستبان لنا أن كتبا علمية كثيرة في شتى الحقول قد صنفت بها أو ترجمت إليها في البلاط الشاماني خلال القرن الرابع الهجري، وتلك الكتب إن لم تكن أفضل استغراب البعير على الميزاب والزرافة في الكراب»2.
من الجدير ذكره أن البيروني كان على علم بقدرة اللغة العربية والفارسية وكأ نه عالم باللغة، كما كان من الكتب المصنفة بالعربية ، فهي تساويها . متها: ترجمة تاريخ الطبري للبلعمي، وتاريخ البيهقي، وتسارخ يعرف نقائصهما. وقلنا سابقا إن اللغة الفارسية لغته القومية، واللغه العربية لغته الاعتقادية والعلمية، وكان سيستان، وحدود العالم، وترجمة تفسير الطبري، والأبنية عن حقائق الأدوية لموفق الهروي، وعجائب البلدان لأبي مؤيد البلخي، ورساله ى استخراج ورساله شش فصل لمحمد بن آيوب الطبري، ودانشنامه يقايس بينهما ويستنتج من مقايسته «أن الهجو بالعربية أحث إلي من المدح بالفارسية»8. ومن العجيب آن رجلا مثله يحكم على اللغة الفارسية هذا الحكم9. على آي حال كان يرى اللغة الفارسية غير صالحة علائى، وسفرنامه زاد المسافرين ووجه دين لناصر خسرو. يضاف إلى ذلك أن البيروني نفسه أشار في لتأليف كتبه العلمية كاللغة الخوارزمية، ويذكر سيب ذلك بقوله : وستعرف مصداق قولي من تأمل كتاب كتبه إلى آثار علمية فارسية كثيرة واستفاد منها، فقد ذكر في كتاب الجماهر في معرفة الجواهر آن نصر بن يعقوب الدينوري الكاتب آلف كتابا في معرفة الجواهر بالفارسية أيام الشامانيين 3.
على أي حال، اختار البيروني اللغة العربية كلغة علمية وآلف كتبه بها، وكان عارفا بمزاياها . قال في الحياة2 - حديث اور مزديار وشهريار 3. حذيث صنمى الباميان. 4- حديث داذمه وگرامى دخت ك حديث هذا المجال : «وإلى لسان العرب تقلت العلوم من أقطار العالم ، فازدانت وحلت في الأفئدة، وسرت محاسن نيلوفر في قصة دبيستى وبريهاكرو..
اللبغة منها في الشرايين والأوردة» 4. بئد أله في الوقت نفسه ينقدها أيضا مبينا مناقبها ومثالبها، فيقول : «...
1 - ذهب المرحوم الأستاذ سعيد تفيسي إلى أن أبا الريحان البيروني ألف كتاب «السامرة في أخبار خوارزم» مياللعة ولكن للكتابة العربية آفة عظيمة، هي تشابه صور الحروف المزدوجة فيها واضطرارها في التمايز إلى النقط 2 - الصيدنة:14.
الفارسية مضافأ إلى كتاب «التقهيم» .
3 - يرى المرحوم خانلرى أن اللغة الخوارزمية شعية من اللهجات الفارسية الجديدة . انظر: تاريخ زبان فارسى 287:1.
العجم وعلامات الإعراب التي إذا تركت استبهم المفهوم منها. فإذا انضاف إليه إغفال المعارضة وإهمال 4- للاطلاع على ترجمة قتيبة بن مسلم الباهلي انظر: الأنساب 275/1، وفيات الأعيان 86/4 ؛ سير اعلام النبلاء التصحيح بالمقابلة، وذلك من الفعل عام قومنا، يساوى به وجود الكتاب وعدمه بل علم مافيه وجهله.
4410/4 مرآة المجنان 199/1؛ لب اثلباب؛ تاريخ الطبري 272/6 فما بعدها.
6 - الآثار الياقية: 36.
5- الآثار الباقية (المترجم): 75.
2- نفسه:14.
1 - الصيدنة: 16.
8- نفسه 7- الشيدنة:14.
9- سنتحدث في المستقبل عن تقويم البيروني للغة الفارسية في عجزها عن أداء الغرض في تأليف الكتب العلمية.
3 - المجماهر في الجواهر لأبي الريحان البيروني : 103.
4 - الصيدنة: 14.
صفحہ 12