ومن رأيه أن كل ما وقع في القرآن الكريم من أساليب اللغة اقترنت به (كاد) ظاهرة أو مقدورة.
فمن الأول: قول الله تعالى: ﴿وَإِنْ يَكَادُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَيُزْلِقُونَكَ بِأَبْصَارِهِمْ لَمَّا سَمِعُوا الذِّكْرَ﴾ أي ينظرون إليك نظرًا قويًا شزرًا ملؤه - العداوة والحقد حتى يكاد هذا النظر يزحزحك عن مكانك.
الرأي الثاني:
أن المبالغة مردودة مطلقًا: لأن في الحقائق متسعًا لمن يريد القول.
ولأن المبالغة دليل عجز الشاعر عن الظفر بمحاسن الكلام، وهي تنافي الغرض من الكلام الذي هو الإفصاح والإبانة.
ولأن أعذب الشعر - عندهم - أصدقه - كما يقولون - وكما يقول حسان بن ثابت:
وإنما الشعر لب المرء يعرضه ... على المجالس، إن كيسًا وإن حمقًا
وإن شعر بيت أنت قائله ... بيت يقال - إذا أنشدته - صدقًا
يروي المبرد وغيره: أن الاقتصاد في أداء المعاني هو الأفضل، وإن أحسن الشعر: ما قارب فيه القائل إذا شبه، وأحسن منه ما أصاب به الحقيقة، ونبه - بفطنته - على ما يخفى على غيره، وساقه بوصف