Issues of Religious Education in Islamic Society

Kamal al-Din Abd al-Ghani al-Mursi d. Unknown
68

Issues of Religious Education in Islamic Society

من قضايا التربية الدينية في المجتمع الإسلامي

ناشر

دار المعرفة الجامعية

ایڈیشن نمبر

الأولى ١٤١٩هـ/ ١٩٩٨م

اصناف

لا يحبونه لأخواتهم، أفتحبه لعمتك"؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال: "وكذلك الناس لا يحبونه لعماتهم، أفتحبه لخالتك"؟ قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك؟ قال: "وكذلك الناس لا يحبونه لخالاتهم". قال: فوضع رسول الله ﷺ يده عليه، وقال: "اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه". قال: فلم يكن بعد ذلك يلتفت إلى شيء، وقال: فوالله ما همتْ نفسي بمعصية من ذلك النوع إلّا ذكرت أن يفعل بأمي أو بزوجتي أو بابنتي فأمتنع. إذن فالرسول ﷺ واجه بتشبيع المسألة من أقرب طريق يتصل به، وبكرامته، وبعواطفه، وبمكانته، وبمقامه، فإذا ما أراد أن يفعل ذلك تذكَّر ما يمكن أن يفعل به"١. وبهذا الأسلوب المقنع عالج الرسول ﷺ كثيرًا من الرذائل التي تفشَّت في العرب، لا سيما القتل، إذ انتشرت بينهم جريمة القتل والاعتداء على النفس، وربما تتحول إلى وقوع الحروب بين القبائل لأتفه الأسباب، ولم يكن لهم قانون يقضي على هذه الجريمة، ويوقف هذا النزيف الدموي، حتى جاء الرسول الكريم فأوقف هذا النزيف بتربية القرآن لهم؛ حيث يقول الله ﷾: ﴿وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ﴾ [الإسراء: ٣٣]، وبتربيته لهم ﷺ؛ إذ بيَّن لهم الحق الذي تزهق به النفوس في قوله عن ابن مسعود ﵁: "لا يحل دم امرئٍ مسلم إلّا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني، والنفس

١ جريدة الأهرام، ملحق الجمعة بتاريخ ٢ يناير ١٩٩٨، مقال بعنوان "هكذا يتكلم الشعراوي- المنهج التربوي في الإسلام- ص١٠.

1 / 70