سفر سوزان
Suzane
أو قصة سوسنة العفيفة، وهو تمجيد من النبي دانيال لقاض دحض وشاية ضد سوسنة العفيفة.
سفر بعل والتنين، وهو قصة تم إلحاقها بسفر دانيال تشرح كيف تم إقناع قورش ملك فارس بنبذ عبادة الأصنام.
هذا إضافة إلى ثلاثة أسفار منسوبة إلى عزرا، وإصحاحات تمت زيادتها على الأصل المازوري في أسفار «أستير» و«دانيال »، والمعلوم أن الكنيسة لم تتخل عن النص اليوناني السبعيني إلى النص العبري المازوري، إلا بعد القرن العاشر الميلادي؛ حيث أصبح النص المازوري هو النسخة المعتمدة للعهد القديم، ورغم ذلك ما زالت الكنيسة الأرثوذكسية اليونانية، والكنيسة الروسية، وكنائس شرق أوروبا، تستعمل النص السبعيني اليوناني. (3) الخرافة في العهد القديم
سبق وأشرنا في بحوثنا المنشورة إلى المصداقية التاريخية في النص التوراتي، والمصداقية هنا لا تعني أمرا لاهوتيا أو علاقة ما بالغيبيات، قدر ما تعني مدى مطابقة النص لوقائع وأحداث أثبتتها نصوص تاريخية أركيولوجية أي مصداقية موضوعية بحتة، وتلك الإشارة واجبة تماما وهامة، لكن مع الحذر في احتساب نص بعينه صادقا لمجرد مطابقة بعض أحداثه مع أحداث تاريخية واقعية، بل يجب القول إنه قد دخله حشو وإضافات ومتراكمات وزيادات خرجت به عن معنى المصداقية الحقة، وأنه هناك فقط ظل من حقيقة، بل وظل باهت، ونموذجا لذلك، أسماء المدن والمواضع وأخبار المعارك والحروب، وسير الأنبياء والملوك؛ لأنه من المستحيل علميا أن نتغاضى عن آلاف أسماء للمواضع الجغرافية التي وردت بالعهد القديم، لمجرد أنها وضعت في سياق من الخرافة الواضحة، خاصة إن علمنا أن هناك - كمثال - مواضع عديدة وكثيفة مرت بها رحلة الخروج من مصر إلى فلسطين، ومن العبث أن تكون كل تلك الأسماء لهذه المواضع قد ذكرت عبثا، أما الأهم حقا، فهو ما جاء في روايات تثبت معرفة مدهشة لدى الكاتب التوراتي بشئون تاريخية قديمة كانت مخفية عنا، ولم نعلم بأمرها إلا بعد كشف المناطق الأثرية القديمة في حضارات المنطقة، وفك لغات تلك الحضارات، كمعرفة العهد القديم العجيبة، لأسماء مدن مصرية، أهال عليها الزمان النسيان، بعد أن أهالت عليها الرياح تلول الرمال، ولم نكشف عنها ونعرفها إلا حديثا، كذلك أسماء بعض الفراعنة مثل «شيشنق» و«نخاو»، أو مثل اسم زوجة النبي يوسف المصرية «إسنات بنت فوطي-فا-رع، كاهن مدينة أون»، وهو ما جاء ذكره في سفر التكوين (41: 45)، ولم نعلم إلا حديثا باسم «رع» إله الشمس المصري، كما لم نعرف ما هي «أون» إلا بعد فك الطلاسم القديمة التي كشفت أن مدينة عين شمس الحالية كانت حاضرة مصرية عظيمة باسم «أون»، أو ما جاء عن مدينة «رعمسيس» في سفر التكوين (47: 11)، وهي المدينة التي لم نعثر عليها حتى الآن بشكل قاطع، لكننا وجدنا بشأنها برديات تتحدث عنها وتصف معالمها بكل دقة، إضافة لنشيد مديح مدينة «رعمسيس» المنسوب للشاعر «بنتأرو»، ناهيك بالطبع عن الاسم «رعمسيس» ذاته كدلالة تامة الصدق والمطابقة لاسم الفرعون «رعمسيس» بنطقه المصري القديم، قبل تحريفه إلى «رمسيس» بإهمال حرف ال «ع».
6
أضف إلى ذلك حديث التوراة عن مركبات فرعون (تك 41: 43 مثلا)، أو معرفة التوراة أن المصريين كانوا يعتبرون الرعاة رمزا للشر وأنجاسا ملاعين، كما في سفر التكوين (46: 34؛ و43: 32)، وهو أمر كشفت عنه علوم المصريات الحديثة، إضافة إلى معرفة التوراة الدقيقة بالأسلوب المصري في التعامل مع الموتى وطقوس التحنيط والدفن، وهو ما ذكرته التوراة عن دفن يعقوب في مصر، وأنه تحنيطه خلال أربعين يوما، ثم البكاء والندب عليه سبعين يوما (سفر التكوين، 50: 1-3)، وهو طقس لم نكن أبدا على علم به قبل فك أسرار المصريات القديمة.
وكثير مما يتعلق بشئون مصر القديمة أثبتت التوراة معرفة دقيقة به، مثل قصة سفط البردي (خروج، 2: 3)، وأسلوب البناء بالطوب اللبن، الذي يؤخذ من طمي النيل ثم يخلط بالتبن ويجفف، وذكره سفر الخروج (5: 6-17)، كذلك معرفة الكتابة بالحفر على المسلات، كما جاء في سفر الخروج (24: 12-13؛ و31: 18)، أو معرفتهم بصفات التابوت المقدس بدقة مدهشة تكاد تطابق التوابيت المصرية الملكية، وهو ما جاء ذكره في سفر الخروج (35: 10) مع إفراد إصحاحات كاملة بذات السفر لمواصفات ذلك التابوت، أو عبادة عجل أبيس في سيناء (خروج، 32: 1-19)، أو مركبات الشمس التي ورد ذكرها في سفر ملوك ثاني (23: 11)، وهي من أحدث الكشوف الحالية في المصريات القديمة.
لكن ذلك كله أمر، والتعامل مع النص بكامله كنص صادق تاريخيا أمر آخر؛ لأن التناقضات التي ينطوي عليها العهد القديم، يمكن أن تؤلف وحدها كتابا قائما بذاته، لا يقل حجما عن الكتاب المقدس، لو أردنا أن نجمعها في مدون واحد، وهذا بحد ذاته كفيل بنزع الثقة عن التوراة وأخبارها منذ البدء، وحتى الأحداث التي ترويها، كوقائع حدثت في القرن التاسع قبل الميلاد على الأقل؛ ففي التوراة مبالغات لا يمكن قبولها إطلاقا، وهي أقرب إلى الأسطورة منها إلى التاريخ الصادق.
نامعلوم صفحہ