سارة قائمة ومواظبة على خدمة الضيوف إلى جنب إبراهيم (عليه السلام) ..
حوار وجدال بين إبراهيم (عليه السلام) والملائكة بعد أن عرفهم ، يحاول فيه دفع العذاب وتأجيله، ويعكس صفة الحلم والحنان على البشرية وإن أجرمت وأساءت لعلها تعود وتهتدي ، إلا أن عدل الله وسابق علمه قد استوفى كل ما يمكن من فيوضات العدل والحكمة واللطف ..
الملائكة تبشر بميلاد جديد للام العجوز العقيم (سارة) .. الموقف والخبر يثير سارة فتضحك(60) وتستغرب الخبر، فتضع يدها على وجهها حياء وخجلا .. وتجادل سارة الملائكة المتمثلين بهيئة البشر ، وهي ترفع صوتها : (فاقبلت امرأته في صرة )(61).
(أألد وأنا عجوز عقيم ).
(وهذا بعلي شيخا ).
تلك مشيئة الله وقدرته ، ولا داعي لليأس والقنوط ، فالله لطيف لما يشاء .. وهكذا تكتمل صورة المشهد في بيت إبراهيم (عليه السلام) ، عبر العديد من آيات وسور القرآن الحكيم ، فنلاحظ عناصر القصة وشخصياتها وأحداثها والمواقف المأساوية والأخرى المسرة فيها .
إبراهيم وسارة والملائكة المتجسدون بشرا في غرفة الضيافة، يختلط الألم والرعب بالحلم والعطف والاستغراب والفرح والرجاء ، فتتفاعل بحرارة وجدل عنيف في إطار المشهد الصاخب المضطرم .
صفحہ 55