(وتلك حجتنا آتيناها إبراهيم على قومه نرفع درجات من نشاء إن ربك حكيم عليم * ووهبنا له إسحاق ويعقوب كلا هدينا ونوحا هدينا من قبل ومن ذريته داود وسليمان وأيوب ويوسف وموسى وهارون وكذلك نجزي المحسنين * وزكريا ويحيى وعيسى وإلياس كل من الصالحين * وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين * ومن آبائهم وذرياتهم وإخوانهم واجتبيناهم وهديناهم إلى صراط مستقيم * ذلك هدى الله يهدي به من يشاء من عباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعملون * أولئك الذين آتيناهم الكتاب وا لحكم والنبوة فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين * أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده قل لا أسألكم عليه أجرا إن هو إلا ذكرى للعالمين ) . (الانعام / 83 90) لنتأمل في هذه المقطوعة القرآنية ولنلاحظ اهتمام القرآن بإبراز العناصر الآتية من شخصية إسماعيل (عليه السلام) :(... صادق الوعد )،
(... مرضيا ... يأمر أهله بالصلاة والزكاة )،
(... من الصابرين )،
(... من الصالحين )،
(... من الأخيار )،
(... فضلنا على العالمين )،
(... واجتبيناهم )،
(... وهديناهم إلى صراط مستقيم )،
(... آتيناهم الكتاب )،
(... والحكم )،
(... والنبوة )،
(... اولئك الذين هدى الله )،
(... فبهداهم اقتده ).
وهكذا يبرز القرآن من خلال الحديث عن شخصية إسماعيل جانب القيم والأخلاق والعلم والهداية والخير والحكم ، فيعرضه قدوة ومنارا للخير والهداية .
ويعرضه بحديث منفصل تارة ، وضمن مساق الحديث عن الأنبياء الآخرين تارة اخرى ليؤكد وحدة العقيدة والقيم والأهداف، عند جميع الأنبياء والمرسلين .
ثم لنقف طويلا عند قوله تعالى ، وهو يلفت أنظارنا بعبارة ملؤها التنبيه والاهتمام والعناية :
(واذكر في الكتاب إسماعيل ).
ويكرر قوله في مورد آخر : (واذكر في الكتاب إسماعيل ).
ليؤكد الوصية ويثير الانتباه لئلا ينساه أحد ، فتضيع قيم إسماعيل والتجربة الربانية القيمة التي صنعها هذا النبي العظيم (عليه السلام) .
إن مقياس القرآن للحياة ، ولقيمة الإنسانية فيها ، متركز في والمعاني الإنسانية القيم التي يحملها ويفيضها الإنسان ويجسدها حياة وسلوكا وعملا .
صفحہ 47