والقرآن عندما تحدث عن إسماعيل (عليه السلام) عرضه مثلا أخلاقيا عاليا ، ونموذجا انسانيا فذا ، وربانيا فانيا في ذات الله .
ولنلاحظ المواقع الأكثر إضاءة لحياة البشرية ، والعناصر الأغنى عطاء فيها ، والقوى الأوضح صفاء لها في نفس وسلوك وشخصية إسماعيل (عليه السلام) .. لا شك أن إسماعيل كان نبيا رسولا وكان معصوما كامل الشخصية ، شأنه شأن كل الأنبياء والمرسلين (عليهم السلام)، (اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده ).
فلماذا ركز القرآن على صفات وفقرات خاصة في كتاب هذه الشخصية الكبيرة؟ لا شك في أن الداعي إلى عرض هذه الجوانب هو افتقار الإنسانية إلى تلك الصفات وأهميتها في حياة الفرد والمجتمع وعجز الشخصية العادية عن الاستقامة على مواصلة الالتزام بمثل هذه الصفات ، لذلك راح يعرضها ويملأها إضاءة وحيوية ، ويضعها ضمن المواقف والصور الحية ذات الطبيعة الحركية في الحدوث والعرض والتأثير.. ولكي نتأمل فيها طويلا ونستشف أبعادها واضحة ، فلنقف أمام مقطوعة من ألواح الوحي ولنتأمل فيها وهو يرسمها بالحرف المضيء، ويبرزها بالمعنى الغني المتدفق:
صفحہ 45