خطارة مثل الفنيق المزيد *** نرمي بها أعواد هذا المسجد (53)
وذكر ابن الاثير أن هذا كان في الحصار الاول (54)، أما في الحصار الثاني الذي حوصر فيه ابن الزبير أيام عبدالملك بن روان فقد أمر الحجاج بن يوسف الثقفي قائد الجيش الاموي برمي الكعبة بالمجانيق وهدمها على ابن الزبير الذي لجأ إليها، وقد فعل هذه الجريمة ، ثم اعيد بناء الكعبة وانتصبت مرة اخرى تتحدى الكيد والتخريب وتشع بأنوار الهدى والرشاد .
ومكة أحب أرض الله إلى الله، والبلد الأمين والأرض الحرام ارتبط تاريخها بإسماعيل وإبراهيم ، وبدأ وجودها يظهر في التاريخ كألمع نجم في سماء الدنيا .
لم يكن لمكة وجود قبل قدوم إبراهيم وهاجر وإسماعيل إليها ، فقد ولدت هذه المدينة الخالدة تحت قدمي إسماعيل وعلى ضفاف زمزم وحول ظلال الكعبة .
يذكر المؤرخون أن (جرهم) و(قطوراء) بني عم جرهم هم أول من سكن مكة المكرمة إلى جوار إسماعيل وزمزم ، وأن إسماعيل بعث فيهم نبيا وهاديا وداعيا إلى الله سبحانه ، وقد عظم القرآن مكة وسماها (ام القرى) و(البلد الامين) .
ذكر ياقوت الحموي في معجم البلدان في تسميتها عدة آراء نذكر منها :
(... قال الشرقي بن الفطامي: إنما سميت مكة لأن العرب في الجاهلية كانت تقول لا يتم حجنا حتى نأتي مكان الكعبة فنمك (55) فيه أي : نصفر صفير المكاء حول الكعبة ، وكانوا يصفرون ويصفقون بأيديهم إذا طافوا بها . والمكاء بتشديد الكاف : طائر يأوي الرياض ، قال إعرابي ورد الحضر فرأى مكاء يصيح فحن إلى بلاده فقال :
ألا أيها المكاء ما لك ها هنا *** ألاء ولا شبح فأين تبيض
صفحہ 43