فقد حدث التاريخ أن قصيا (43) كان يعيش مع امه التي تزوجت بعد أبيه في عذرة من مشارف الشام ... فقد درج قصي في هذه البلاد حتى كبر واشتد عوده ، فوقعت بينه وبين رجل من قضاعة مشادة وكلام غليظ ، فعيره القضاعي بالغربة والضياع ، فعاد قصي يسأل امه عن قول القضاعي ، فقالت له : (يا بني ! أنت أكرم منه نفسا وأبا ، أنت ابن كلاب بن مرة ، وقومك بمكة عند البيت الحرام) (44) .
(فانتظر قصي حتى دخل الشهر الحرام، فجاء مكة مع حاج قضاعة، وأقام مع أخيه زهرة ، ثم تزوج بحبى بنت حليلا بن حبشية الخزاعي ، وكان يومها سادن الكعبة ووالي شؤونها ، وحين أدركت حليل المنية أوصى بها إلى قصي وقيل لابنته زوجة قصي ، فاعتذرت عن عدم قدرتها على رعاية شؤون البيت ، فجعل حليل ولاية البيت لابنه المحترش، فاشتراها منه قصي ... ) (45).
صفحہ 39