اسلام فی حبشہ
الإسلام في الحبشة: وثائق صحيحة قيمة عن أحوال المسلمين في مملكة إثيوبيا من شروق شمس الإسلام إلى هذه الأيام
اصناف
فجمعت قريش هدايا نفيسة لتقدم إلى النجاشي، وهدايا أخرى لتقدم إلى البطارقة، وأرسلوها مع عمرو بن العاص وعبد الله بن أبي ربيعة، وأفهموهما أن يتفقا مع البطارقة على أن يساعدوهما في رد المهاجرين إلى قومهم.
فلما قدما إلى الحبشة قدما الهدايا إلى البطارقة، وأخبراهم بما وفدا من أجله، وطلبا إليهم أن يحولوا بين المهاجرين وبين النجاشي حتى لا يسمع كلامهم؛ لئلا يتأثر بفصاحتهم، وحسن ما يسمع من كلامهم.
ثم قدما إليهم الهدايا التي للنجاشي، فأوصلها البطارقة إليه.
فاستدعى عمرا وعبد الله وشكرهما، وسألهما عن حاجتهما، فقال عمرو: «أيها الملك، إنه قد ضوى إلى بلدك منا غلمان سفهاء، فارقوا دين قومهم ولم يدخلوا في دينك، وجاءوا بدين ابتدعوه لا نعرفه نحن ولا أنت، وقد بعثنا إليك فيهم أشراف قومهم، من آبائهم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إليهم، فهم أعلا بهم عينا، وأعلم بما عابوا عليهم وعاتبوهم فيه.»
فلما سكت تكلم البطارقة، وحاولوا إقناع النجاشي بوجوب ردهم إلى قومهم، وإبعادهم عن بلاده، ووجدوا بقدوم عمرو وعبد الله فرصة ثمينة تريحهم من هؤلاء الضيوف الذين يدينون بغير دينهم.
ولما كان النجاشي كما علمت قد أسلم وكتم إسلامه عن أصحابه، وكان في قدرته أن يرد وفد قريش بدون أن يسمع حجة المهاجرين، ولكنه أراد أن يسمع أصحابه دعوة الإسلام؛ رغبة منه في أن تلين قلوب بعضهم إليه.
لذلك أبى أن يبت في الأمر قبل أن يسمع كلام المهاجرين، وهم الخصم الثاني.
9
ولذلك طلب المهاجرين، فلما حضروا مجلسه قال لهم: «ما هذا الدين الذي فارقتم فيه قومكم، ولم تدخلوا به في ديني، ولا في دين أحد من الملل؟»
10
نامعلوم صفحہ