اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

ابن عزیز سجستانی d. 330 AH
86

اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

اصناف

السلك : خيط اللؤلؤ ، يعني انقطع باللؤلؤ ، فانحدرت ، فشبه دموعه بذلك ، فكأن المسلم هو المنقطع إلى الله ، وهو الإسلام المحمود 0 والإيمان على وجهين : محمود ومذموم ، فالمذموم إيمان الذين آمنوا بالله ورسوله ، ودخلوا على جملة أهل الشريعة ، وجهلوا علم الدين ، وإقامة التوحيد ، فآمنوا على الجملة ، وأشركوا من حيث لا يعلمون ، قال الله تعالى : [وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون ] (¬1) ، وقال النبي عليه السلام : ( الشرك في أمتي أخفى من دبيب النمل على الصفا ) (¬2) ، وأما الإيمان المحمود فهو الإيمان بالله ورسله ، وكتبه وملائكته ، والقرآن ، وجميع ما جاء به محمد عليه السلام ، وقبوله مع إخلاص التوحيد ، ونفي الشرك بالله ، وقد قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل مؤمن ، فقال : إن لكل حق حقيقة ، فما حقيقة إيمانك بعلم ومعرفة ، والإيمان أصله من الأمان ، فكأن المؤمن إذا صدق بما جاء / محمد عليه 57 ب السلام ، وأقر به تورع عن أموال المؤمنين ودمائهم ، فأمنوه ، فهو مشتق من الأمان ، والمؤمن المحمود المصدق للذي قد آمن من كان على مثل إيمانه ، وصدق بما وعد الله المؤمنين ، فأمن من عذاب الله ، فكان الأمان بينه وبين الله ، والإيمان بينه وبين المؤمنين ، وقد قال لرسول الله رجل : إني مؤمن ، فقال :( إن لكل حق حقيقة ، فما حقيقة إيمانك ؟) (¬3) 0

الدين : وهو في كلام العرب ينصرف على معان : أولها الطاعة ، يقال : هو في دين فلان ، أي في طاعته ، وقال أبو عبيدة في قوله تعالى : [ولا يدينون دين الحق] (¬1) مجازه ولا يطيعون الله طاعة حق ، وكل من أطاع ملكا ، فقد دان له ، وقيل : فلان على دين الإسلام ، يعني أنه مقيم على ما أمر به محمد عليه السلام من الأمر ، والنهي ، والحلال ، والحرام ، والحدود ، والأحكام ، ثابت على الملة ألتي أقامها عليه السلام طاعة له ، فإذا قلت مضافا ، فإنما تضيفه إلى الملة التي يضاف إليها ، وإذا قلت معرفا بالألف واللام ، فقلت : الدين ، فإنما تعني به الدين الصحيح الحق / قال الله تعالى : [إن الدين عند الله الإسلام] (¬2) والدين في وجه آخر العادة 58أ والدأب ، قال الشاعر : " من الوافر "

صفحہ 140