اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

ابن عزیز سجستانی d. 330 AH
56

اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

اصناف

أي الطريد ، هذا قول أبي عبيدة (¬3) ، وقال غير أبي عبيدة : الملعون : المخزي المتروك وقال المفضل (¬4) : الطريق إذا عمي هداه ، قيل : لعنه الله ، ويقال له : ملعون ، لأنه ترك حتى خفي فلم يهتد فيه ، وكأن الشيطان سمي ملعونا لأنه طرد وأبعد ، وترك فصار بمنزلة الطريق الذي قد عمي هداه ، فلا يهتدى له 0 الجنة وما لها من الأسامي : يقال : إن الجنة في السماء السابعة ، قال الله تعالى : [ كلا إن كتاب الأبرار لفي عليين وما أدراك ما عليون كتاب مرقوم ] (¬1) قال مكتوب [ يشهده / المقربون] (¬2) ، قال : يشهد عملهم ، مقربو كل سماء ، وقال ابن 35 أعباس : الجنان سبعة : جنة الفردوس ، دار السلام ، دار الجلال ، فالجنة في اللغة البستان ، والدليل على ذلك ما نطق به القرآن ، قال الله تعالى : [ إنا بلوناهم كما بلونا أصحاب الجنة إذ أقسموا ليصرمنها مصبحين ] (¬3) ، وقال : [كمثل جنة بربوة] (¬4) وقال : [كلتا الجنتين آتت أكلها] (¬5) وقال : [واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل ] (¬6) فهذه كلها في معنى البستان والنخل ، وإنما سمي البستان جنة لما يسترها من النخل والشجر ، وسميت الجنة التي هي الثواب جنة ؛ لأنه ثواب ادخره الله لأوليائه ، وأهل طاعته ، وهو مستور عنهم ، وهو مأخوذ من أجن الشيء إذا ستره قال الله تعالى : [فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون] (¬7) فقال أخفي لهم ، أي ستر ، وفي التوراة أن الله تعالى قال لموسى : ( لو رأت عيناك ما أعددت لأوليائي من الكرامة ؛ لذاب جسمك، وزهقت نفسك شوقا إليه ) (¬8) ، فكأن الجنة مأخوذ من الاجتنان والستر ، وقال بعضهم : الفردوس من الجنة باللغة الرومية ، وهي أدنى الجنان من العرش ، وقال أبو أمامة الباهلي (¬1) في قوله : [كانت لهم جنات الفردوس نزلا] (¬2) قال سرة الجنة (¬3) ، وقال كعب (¬4) :

صفحہ 94