فجاء به على فاعل من شطن أي بعد ، فكأن شياطين الإنس والجن هم المستبدون بقوتهم ، المنفردون بأنفسهم ، المتباعدون عن الحق ، المنتحون عن الطريق ، لا ينقادون لأحد استعلاء وترفعا وإعجابا بأنفسهم ، وقيل لكل صانع حاذق بصنعته : شيطان ؛ لأنه منفرد بعمله وحذقه ، لا يعطي القيادة أحدا في عمله ، فمن كانت صفته هذه من الجن والإنس ، فهو شيطان ، وليس الشياطين جنس من الخلق على الانفراد مثل الجن والإنس ، إنما لزم هذا الاسم كل من كانت صفته هذه من الثقلين 0 والشيطان حية خفيفة الجسم ، قبيحة المنظر ، ويقال : نبت قبيح المنظر ، قال الله تعالى : [طلعها كأنه رءوس الشياطين] (¬1) يعني به ذلك النبت القبيح 0
المارد : قال الله تعالى: [ من كل شيطان مارد ] (¬2) فالمارد المتمرد الخارج عن الطاعة ، المنسلخ منها ، والتمرد التجرد ، ومنه قيل للأمرد أمرد ؛ لأنه أجرد من الشعر ، وقيل في الحديث : ( أهل الجنة جرد مرد ) (¬3) فكأنه منسلخ من الطاعة 0
الرجيم : قال الله تعالى : [فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم] (¬4) ومعناه مرجوم ، وهو فعيل في معنى مفعول ، كما قالوا : قتيل في معنى مقتول ، وأصله من الرجم ، والرجم الرمي بالحجارة ، ومنه رجم الزاني 000000000000000000000 (¬5)
/ سمي أخيلا لأنه يتلون ألوانا كثيرة ، فربما رأيته أخضر ، ثم تراه بعد ذلك 34 أأصفر ، فقيل له : أخيل ؛ لأنه لا يكون للونه حقيقة ، وفي أي لون رأيته فشخصه قائم ، واللون غيره ، فكذلك صوره ، صورة ذلك الإنسان ، والعين غيره ، وأنشد : " مجزوء الكامل "
صفحہ 90