152

اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

اصناف

... وأشهد من عوف حلولا كثيرة يحجون سب الزبرقان المزعفرا (¬2) والسب العمامة ، يعني أنهم يديمون الاختلاف إليه ، ولزومه ، وكان الزبرقان (¬1) سيد عوف ، وكان عريف النبي عليه السلام على صدقاتهم ، وكانوا يزورونه ويعظمونه ويصدونه ، وقال الخليل بن أحمد : الحج كلمة جامعة تنتظم أمور الحج ، والحج في كل مذهب أيما هو ، الوقوف بعرفة ، فمن فاته فقد فاته الحج ، والحاج الحجاج ، والداج الذين يريدون البيت الحرام بغير نية ، وقيل : إنهم الذين يخرجون للتجارة ، وقيل لمعظم الطريق محجة ، وهو مأخوذ من كثرة اختلاف الناس بالمجيء والذهاب ، ولزومهم إياه ، ويقال للسنة : حجة ، قال الله تعالى : [على أن تأجرني ثماني حجج ] (¬2) ، وقيل للسنة حجة ؛ لأن الناس يحجون في كل سنة مرة ، ويقال : احتج إليه فحجه ، وهو الظفر منه به عند الغلبة ، أي كرر القول عليه / وأعاده حتى ألزمه الحجة ، وهو مأخوذ من الإعادة والإلزام ، فكأن الحج 107 أمأخوذ من لزوم الناس إياه ، واختلافهم إليه مرة بعد مرة ، وإقبالهم عليه 0 العمرة : مأخوذ من اعتمر إذا زار ، والعمرة الزيارة ، يقال : اعتمر فلان فلانا ، وجاء معتمرا ، أي زائرا ، ومن أجل ذلك قالوا : دار معمورة ؛ لأنها مأهولة بمن فيها ، ومكان معمور أي مزور ، إذا قصده الناس ، وقيل : البيت المعمور في السماء ؛ لأنه يزوره كل يوم سبعون ألف ملك ، وقيل لمن اعتمر إلى مكة : معتمر ؛ لأنه زائر للبيت ، قال أعشى باهلة (¬1) : " من البسيط "

... فجاشت النفس لما جاء جمعهم وراكب جاء من تثليث معتمر (¬2)

أي زائرا ، فكأن العمرة مأخوذة من زيارة البيت ، لأن الحج الأكبر الوقوف بعرفة ، والمعتمر إذا رأى البيت ، وطاف ، وسعى أحل من إحرامه ، وقد فرغ من عمرته 0

صفحہ 229