اشتقاق اسماء نطق بها القرآن
كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة
اصناف
وفي قوله : [ فبصرت به عن جنب ] (¬5) أي عن بعد ، وإنما قيل له جنب إذا لم يكن طاهرا ، لأن النجس بعيد من الله ، فسمي جنبا لذلك ، والوضوء معناه النظافة والحسن ، يقال : فلان وضيء الوجه أي حسنه ، ونظيفه ، وإذا كان/ لوجهه 94ب بريق من الحسن ، قيل : فلان ظاهر الوضاءة ،أي الحسن ، وكان النبي عليه السلام ظاهر الوضاءة ، فإذا غسل الرجل أطرافه ، ذهب الدنس واستنارت ، فيقال : توضأ ، والوضوء بضم الواو مثل الوقود ، وهو ايقاد النار ، والوضوء هو الماء الذي يتوضأ به ، مثل الوقود ، وهو الحطب الذي تتوقد به النار 0 الاستنجاء والمضمضة والاستنشاق : الاستنجاء أصله التمسح بالأحجار ، ثم سمي غسل الأسافل استنجاء ، وهو مشتق من النجوة ، والنجوة ما ارتفع من الارض ، كان أحدهم إذا أراد أن يقضي حاجته استتر بنجوة ، أي موضع مرتفع ، فقالوا : ذهب ينجو ، كما قالوا ذهب يتغوط ، أي أتى الغائط ، وهو ما اطمأن من الأرض ، فمن مسح الحدث بالحجارة دون الماء، وأخذ من الجمار ، والجمار الحجارة ، وهكذا السنة فيه 0
والاستنشاق والاستنثار ، هو أن يجعل الماء في أنفه ، وأصل الاستنشاق الشم ، كأنه إذا جعله في أنفه ، فقد شمه ، قال جرير (¬1) : " من الكامل "
/ قالت فدتك مجاشع واستنشقت من منخريه عصارة الكافور 95أ
استنشقت معناه شمت ، وهو من النشوق ، وهو أن يجذب الدهن بالريح والنفس ،
والاستنثار، قال ثعلب : أخذ من النثرة ، وهي الأنف ، والمضمضة هو أن يحرك الماء في فيه ، ويضغطه ضغوطا ، وأصله من المض ، يقال : مضه هذا الأمر ، ومضمضه إذا ضغطه 0
التيمم : قال الله : [فتيمموا صعيدا طيبا] (¬2) ، والصعيد التراب الطيب ، والتيمم أن يمسح التراب ، ثم يمر يديه على وجهه وذراعيه ، وهو مأخوذ من أم يؤم بمعنى قصد يقصد ، يقال : أمه إذا قصده ، والأمم القصد ، وقال الكسائي : تيمموا معناه تعمدوا ، والتيمم : التعمد 0
الأذان : معناه الإعلام ، يقال : أذنتك بهذا الأمر : أي أعلمتك ، قال الله تعالى : [فأذنوا بحرب من الله ] (¬3) ، واعلموا واستيقنوا ، قال الحارث بن حلزة : " من الخفيف "
صفحہ 205