اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

ابن عزیز سجستانی d. 330 AH
105

اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

اصناف

المعتزلة : يقال إن أول اسم الاعتزال أيام علي بن أبي طالب ، حين اعتزل عنه جماعة منهم سعد بن مالك ، وعبد الله بن عمرو ، ومحمد بن مسلمة الأنصاري ، وأسامة بن زيد ، فسموا معتزلة ؛ لاعتزالهم عن بيعته ، ولم يكونوا ممن يعرف بالقدر ، ويقال : بل أول من لقب بهذا اللقب ، ممن كان يقول بالقدر عمرو بن عبيد (¬1) ، وكان السبب فيه أنه كان يجالس الحسن البصري ، ويغشى مجلسه ، فلما مات الحسن اعتزل عن تلك الحلقة ، وعن أصحاب الحسن ، واتخذ لنفسه مجلسا ، فقيل : صار عمرو معتزليا ، وكان عمرو مشهورا بالقول بالقدر ، فلقب بعد ذلك كل من قال بالاعتزال ، ولزمهم / هذا اللقب دون غيرهم 0 ... ... ... ... 70 ب المارقة : لهم خمسة ألقاب ، يقال لهم : المارقة ، والشراة ، والخوارج ، والحرورية ، والمحكمة ، وروي عن النبي عليه السلام أنه كان يقسم غنائم هوازن يوم حنين للمؤلفة قلوبهم ، يتألفهم ؛ ليدخلوا في الإسلام ، فقال رجل من بني تميم ، يقال له ذو الخويصرة (¬1) ، أو ذو الخنيصرة : إن هذه القسمة ما يراد بها الله ، فبلغ ذلك النبي عليه السلام ، فقال : ( من يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله )، فقال عمر بن الخطاب : ائذن لي يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق ، فقال النبي عليه السلام ) إنه يكون له عقب يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، لا يعودون إليه أبدا ) (¬1) ، والرمية هي المرمية ، أنثها لذلك ، وهي فعيلة في معنى مفعولة ، وهي بمنزلة الضحية ، ويقال : مرق السهم إذا أصاب الرمية ، وخرج إلى الجانب الآخر؛ لحدة نصله نفوذا سريعا ، فلم يعلق به دم ، ولا فرث ، يعني : إنهم دخلوا في الدين ثم خرجوا منه خروجا سريعا ، كسرعة نفوذ السهم من الرمية ، وقيل لهم الحرورية ؛ لأنهم نزلوا بحروراء ، (¬2) وهو موضع بالنهروان (¬3) ، واجتمعوا هناك ، فناظرهم أمير المؤمنين / فرجع منهم ألفان ، فقال لهم علي عليه 71أ السلام : بما أسميكم ، أنتم الحرورية ؛ لاجتماعكم بحروراء ، وقيل لهم المحكمة لأنه لما جرى أمر الحكمين بصفين ، اجتمع قوم من جملة أصحاب أمير المؤمنين ، وقالوا : لا حكم إلا لله ، فسمع ذلك علي بن أبي طالب ، فقال : كلمة عدل يراد بها جور ، إنما تقولون لا إمارة ، ولا بد من إمارة برة أو فاجرة ، فسموا المحكمة ؛ لقولهم ذلك ، وقيل لهم شراة ، لأنهم قالوا شرينا أنفسنا من الله ، نقاتل في سبيله ، فنقتل أو نقتل ، وذهبوا إلى قوله : [ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة] (¬1) وقوله : : [إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم] (¬2) الآية ، وواحد الشراة شاري ، ومعنى شرى نفسه من الله أي باعها ، يقال : شريت بمعنى بعت ، وشريت بمعنى اشتريت ، وكذلك بعت الشيء بمعنى اشتريت ، ومعنى بعت ، قال ابن مفرغ (¬3) : " من مجزوء الكامل :

وشريت بردا ليتني من بعد برد كنت هامه

صفحہ 166