اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

ابن عزیز سجستانی d. 330 AH
103

اشتقاق اسماء نطق بها القرآن

كتاب معرفة اشتقاق أسماء نطق بها القرآن وجاءت بها السنن والأخبار وتأويل ألفاظ مستعملة

اصناف

التشايع التعاون ، وقال في قوله تعالى : [ثم لننزعن من كل شيعة ] (¬1) أي من كل متشايعين تشايعوا وتعاونوا ، وقال مجاهد : [من كل شيعة ] أي من كل أمة ، وقال أبو عبيدة (¬2) في قوله تعالى : [ولقد أرسلنا من قبلك في شيع الأولين ] (¬3) أي في أمم الأولين ، ويقال : الشيعة الفرقة ، قال الله تعالى : [ إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا ] (¬4) قال أبو عبيدة (¬5) معناه فرقا وأحزابا ، فكأن الذين سموا شيعة علي هم الفرقة التي بايعته ، وعاونته ، وكانت أمة معه 0 المرجئة : اختلف الناس في تأويل هذا اللقب ؛ لأنه في الأصل مذموم ، فكل فريق يتنصل منه ، ويلزمه غيره ، ويتأول فيه تأويلات ينهى بها عنه ، قال قوم : هو لقب يلزم كل من يقول : الإيمان قول بلا عمل ، ويزعمون أن من شهد الشهادتين فهو مؤمن حقا وإن ارتكب /الكبائر، وترك الصلاة والصيام وسائر الفرائض، 69 أ، فقدموا القول ، وأخروا العمل ، فلذلك استحقوا هذا اللقب ، والإرجاء التأخير ، من قوله تعالى : [أرجه وأخاه] (¬1) ، وقال أهل هذا المذهب الذي ذكرناه : المرجئ هو الذي يزعم أن الإيمان قول وعمل ، فلا يبقون الشهادة على من شهد الشهادتين أنه مؤمن حقا ، ويشكون في أمره ، ويقولون : نرجو أن يكون مؤمنا ، فاستوجبوا هذا اللقب من أجل قولهم : نرجو أن يكون مؤمنا ، وهذا الكلام جهل باللغة ، وبتصريف كلام العرب ، لأن المرجئ هو من أرجأ يرجئ فهو مرجئ ، وهو من باب أفعل ، ونرجو من رجا يرجو فهو راج ، وهو من باي فعل ، وقال قوم من أهل الكلام : إن المرجئة هم الذين تركوا القطع على أهل الكبائر إذا ماتوا غير تائبين بعذاب أو مغفرة ، وأرجأوا أمرهم إلى الله ، وقالوا : إن الله إن غفر لواحد ، غفر لكل من هو على مثل حاله ، وأنه لا يدخل النار أحدا بارتكاب الكبائر ، ويغفر ما دون الكفر ، وهو رأي أبي حنيفة ، وأبي يوسف (¬2) ، ومحمد (¬3) ، وزفر (¬1) ، وغيرهم ، واستحقوا اسم الإرجاء / لقولهم : نرجئ أمرهم إلى الله 0 ... ... ... ... ... 69ب

الرافضة : قال الأصمعي : سموا الرافضة لأنهم رفضوا زيد بن علي ، وتركوه ، ثم لزم هذا الاسم كل من غلا منهم في مذهبه ، وتنقص السلف ، والرفض في لغة العرب الترك ، يقال رفض فلان موضع كذا إذا تركه ، والرفض أيضا التفرق ، ويقال : ارفض القوم إذا تفرقوا ؛ قال الحطيئة (¬2) : " من الطويل "

تذكرتها فارفض دمعي صبابة

أي تفرق ، وروي عن علي عليه السلام أنه قال : يخرج في آخر الزمان قوم يقال لهم الرافضة ، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم ، فإنهم مشركون ، والرافضة لا تنكر هذا اللقب ، ويزعمون أنهم رفضوا الباطل ، واتبعوا الحق ، ويريدون أن ينفوا عن أنفسهم ذم اللقب ، قال السيد الحميري يهجو سوارا العاصي في أمر كان بينهما :

"من المتقارب":

أبوك ابن سارق عنز النبي وأمك بنت أبي حجدر (¬3)

"ونحن على رغمك الرافضو ن لأهل الضلالة والمنكر"

صفحہ 162