المؤلف قد جاء بها من بنات أفكاره، بل غاص عليها واستخرجها بما أوتي من طول قراءة، وسعة اطلاع، ولقد شهد له الحافظ ابن حجر-﵀-في فتح الباري في عدة موضوعات أنه قد استوعب ما ورد فيها، بل كان في بعض الأحيان ينسب إليه عندما لا يجد المعلومة إلا عنده، وسوف ترى كل ذلك في تعليقاتي وتخريجاتي بإذن الله.
ج-عنوانه ونسبته إلى المؤلف:
لم يختلف اثنان-بعد كل هذه النقول-في عنوان الكتاب ونسبته إلى المؤلف (١)، ويكفي أن المؤلف نفسه قد نص على ذلك في المقدمة كما سوف ترى، وأما الذين ترجموا للحافظ مغلطاي فقد ذكروا اسمه صريحا مرة (٢)، وأشار بعضهم إليه باسم: السيرة المختصرة أو الصغرى مرة ثانية (٣).
_________
(١) وقع في تاريخ المستشرق بروكلمان ٣/ ١٣ أن السهيلي قد اختصر كتاب الروض الأنف بعنوان «الإشارة إلى سيرة المصطفى وآثار من بعده من الخلفا». قلت: أظنه-والله أعلم-سبق قلم.
(٢) انظر: الأعلام-معجم المؤلفين-الرسالة المستطرفة-كشف الظنون. بالإضافة إلى النسخ المخطوطة.
(٣) انظر: العقد الثمين، والإعلان بالتوبيخ لمن ذم أهل التاريخ.
1 / 20