اشاعہ
الإشاعة لأشراط الساعة
ناشر
دار المنهاج للنشر والتوزيع
ایڈیشن نمبر
الثالثة
اشاعت کا سال
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥ م
پبلشر کا مقام
جدة - المملكة العربية السعودية
اصناف
ما عصى الله قط، هو أخص الوزراء، وأفضل الأمناء.
أي: وكأن هذا إشارةٌ إلى عيسى ﵇؛ إذ لا معصوم إلَّا الأنبياء فيكون هو وزيره الأخص، وأما عصمة المهدي ففي حكمه كما يشير إليه كلامه فيما بعد، أو إشارة إلى الملك الذي يسدده، ويؤيده قوله: "ليس من جنسهم"؛ لأن عيسى ﵇ من جنسهم؛ لأنه بشر، لكن قد يُطلق الجنس على النوع فيصدق على عيسى ﵇؛ لأنه من بني إسرائيل والأعاجم، وإن كان يُطلق على ما سوى العرب، لكن غلب إطلاقه في فارس، فحينئذ ليس عيسى ﵇ من جنسهم؛ أي نوعهم، والله أعلم.
وأنشد ﵁:
أَلا إِنَّ خَتْمَ الأَوْلِيَاءِ شَهِيدُ ... وَعَيْنَ إِمَامِ الْعَالَمِينَ فَقِيدُ
هُوَ السَّيِّدُ الْمَهْديُّ مِن آلِ أَحْمَدٍ ... هُوَ الصَّارِمُ الْهِنْدِيُّ حِينَ يَبيدُ
هُوَ الشَّمْسُ يَجْلُو كُلَّ غَمٍّ وَظُلْمَةٍ ... هُو الْوَابِلُ الوَسْمِيُّ حِينَ يَجُودُ
ومراده بـ (ختم الأولياء): المهدي. وبـ (إمام العالمين): النبي ﷺ. و(الصارم): السيف. و(الوابل): المطر الكثير. و(الوسمي): هو الذي ينزل في أول الشتاء.
قال: وقد جاء زمانه، وأظلكم أوانه، وظهر في القرن الرابع اللاحق بالقرون الثلاثة الماضية، قرن رسول الله ﷺ وهو قرن الصحابة، ثم الذي يليه، ثم الذي يليه.
وهو إشارةٌ إلى ما ورد في حديث ثلاث مرات: "ثم الذين يلونهم" بعد قوله ﷺ: "خير القرون قرني".
وورد في رواية: ثلاثة تَترى وواحد فُرادى، فيكون قرنه الرابع المفرد الملحق بالثلاثة تترى.
قال: ثم جاء بينها؛ أي: القرن الثالث والرابع، فنزلت وحدثت أمور، وانتشرت أهواء، وسفكت دماء، وعاثت الذئاب في البلاد، وكثر الفساد إلى أن طم
1 / 210