والفرق بالحركة يعني المخالفة في ضبط أوائل الكلمات وثوانيها، وأما ضبط أواخر الكلمات للفرق، فقد ورد في حالات نادرة كقولهم: "إيه وإيها" قال أبو سهل: فأما إيه بكسر الهمزة، والهاء، فهي أمر واستدعاء حديث ومعناها: زد، وهي منونة، لأنها استدعاء لحديث منكور … فإذا حذفت التنوين، فهو أمر واستدعاء لحديث معروف معهود .... وأما إذا أردت أن يقطع حديثه، قلت: إيها كف عنا، والهاء مفتوحة منونة، لأنها للزجر والنهي عن إرادة حديث، ونونت، لأنها للنكرة أيضا، فإذا حذف التنوين كانت نهيا وزجرا عن حديث معروف" (^١).
وأما الفرق بالحرف فيعني اختلاف معنى الكلمة بزيادة حرف أو مقصانه.
ومن أمثلة هذا النوع قوله في شرح باب فعلت وأفعلت: "وأعجمت الكتاب بالألف … إذا نقطته فأوضحته وأبنته من العجمة … وعجمت العود ونحوه: إذا عضضته لتعرف صلابته من رخاوته" (^٢).
وذكر أن العامة لا تفرق بين "فعل وأفعل" وقد تقدم قوله هذا فيما سبق (^٣).
ومن ذلك أيضا قوله: "وامرأة حامل: إذا أردت حبلى … فإن أردت أنها تحمل شيئا ظاهرا، قلت: حاملة بالهاء" (^٤).
ومن أنواع الفرق بالحرف أيضا، جعل حرف مكان حرف
(^١) ص ٥٤٨.
(^٢) ص ٤٥٩.
(^٣) ص ١٥٧.
(^٤) ص ٧٨٧.