ومناقشتها في مبحث قادم - إن شاء الله-.
وعرض أيضا لبعض المسائل البلاغية، كالحقيقة والمجاز والتشبيه والاستعارة والكناية، ولم يجاوز في عرضه لها حدود الإشارات العابرة غير المفصلة، وذلك نحو قوله: "وابن بين البنوة: وهو الذي تلده، ومعناه: أنه صحيح الولادة ظاهرها، على الحقيقة، لا على التشبيه والمجاز" (^١).
وقوله: "وكذلك وعد الرجل وبرق بغير ألف أيضا: إذا أوعد وتهدد، وهما مستعاران من رعد السحاب وبرقه، لأنهما مخوفان، وقد يقال في هذا: أرعد الرجل وأبرق، على أفعل. ومنه قول الكميت:
أرعد وأبرق يا يزيـ … فما وعيدك لي بضائر (^٢).
وقوله: "ومسست الشيء أمسه .... إذا لمسته بيدك. ويكنى به عن الجماع" (^٣).
وكذلك عرض لبعض السائل العروضية، كالإكفاء والإقواء والروي، وعرض لها في موضع واحد فقط، ولكنه فصل في ذلك، فعرف الإكفاء والإقواء، وأشار إلى الخلاف فيهما، ومثل لهما، فقال: "وأكفأت في الشعر بالألف، أكفئ إكفاء، وهو مثل الإقواء .... وذلك إذا خالفت حرف
(^١) ص ٥١٢.
(^٢) ص ٣٧٢ - ٣٧٣.
(^٣) ص ٣٤٩. وينظر: ص ٤٥٦، ٥١١، ٥٩٧، ٥١٨، ٨٧٦، ٩٣١.