المال وأحضر الأعرابي، فأعطاه أربعة آلاف درهم وأربعون درهم للنفقة.
ووقع الخبر إلى فقراء المدينة، فاجتمعوا إليه والدراهم مصبوبة بين يديه، فجعل (عليه السلام) يقبض قبضة فيعطي رجلا رجلا حتى لم يبق له درهم واحد منها، ودخل منزله فقالت فاطمة (عليه السلام): يا ابن عم بعت الحديقة التي غرسها لك رسول الله (صلى الله عليه وآله) والدي؟ قال: نعم بخير منها عاجلا وآجلا.
قالت له: جزاك الله في ممشاك، ثم قالت: أنا جائعة وابناي جائعان ولا شك أنك مثلنا، فخرج علي (عليه السلام) ليقترض شيئا يخرجه على عياله، فجاء رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: يا فاطمة أين ابن عمي؟ فقالت له: خرج يا رسول الله، فقال صلوات الله عليه وآله: هاك هذه الدراهم فإذا جاء ابن عمي فقولي له يبتاع لكم بها طعاما.
وخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فجاء علي (عليه السلام) وقال: جاء ابن عمي فإني أجد رائحة طيبة؟ قالت: نعم، وناولته الدراهم وكانت سبعة دراهم سود هجرية، وذكرت له ما قال (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا حسن قم معي.
فأتيا السوق فإذا هما برجل واقف وهو يقول: من يقرض الوفي الملي؟ فقال: يا بني أعطيه الدراهم، فقال: بلى والله يا أبت، فأعطاه (عليه السلام) الدراهم ومضى إلى باب رجل يستقرض منه شيئا، فلقيه أعرابي ومعه ناقة، قال: اشتر مني هذه الناقة، قال: ليس معي ثمنها، قال: فإني أنظرك بها، قال: بكم يا أعرابي؟ قال: بمائة درهم، قال (عليه السلام): خذها يا حسن.
فأخذها ومضيا (عليهم السلام)، فلقيه أعرابي آخر فقال: يا علي أتبيع الناقة؟ قال (عليه السلام): وما تصنع بها؟ قال: أغزو عليها أول غزوة يغزوها ابن عمك، قال له (عليه السلام): إن قبلتها فهي لك بلا ثمن، قال: معي ثمنها، فبكم اشتريتها؟ قال: بمائة درهم، قال الأعرابي: فلك سبعون ومائة درهم، فقال (عليه السلام): خذها يا
صفحہ 30