الْأَئِمَّةِ فِي الثِّقَاتِ، وَالْمَجْرُوحِينَ، وَأُضِيفُ إِلَيْهِ ذِكْرَ أَسَامِيَ الْعُلَمَاءِ، وَالْمُحْدَثِينَ الَّذِينَ وُجِدُوا فِي عَصْرِهِمْ، فَارْتَفَعُوا عَنْ ذِكْرِهِمْ، وَمَنْ حَدَّثَ بَعْدَهُمْ إِلَى وَقْتِنَا هَذَا، عَلَى تَرْتِيبِ الْبِلَادِ وَالْأَصْقَاعِ، فَأُتَرْجِمُ بَلَدًا، أَوْ نَاحِيَةً، وَأَذْكُرُ عِنْدَهُ كُلَّ مَنْ عُرِفَ بِتِلْكَ النَّاحِيَةِ، مَنْشَأً، أَوْ مُوَلِدًا، أَوِ انْتَقَلَ إِلَيْهَا مِنْ غَيْرِهَا، وَمَاتَ بِهَا؛ لِيَكُونَ أَسْهَلَ طِلْبَةً عِنْدَ الْحَاجَةِ، وَأَقْرَبَ حِفْظًا عِنْدَ السَّرْدِ. وَتَحَرَّيْتُ فِيهِ أَسَامِيَ التَّابِعِينَ، فَمَنْ بَعْدَهُمْ، وَسَأَضَعُ كِتَابًا مُفْرَدًا فِي طَبَقَاتِ الصَّحَابَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. وَقَدَّمْتُ عَلَى ذَلِكَ بَيَانَ أَمْثِلَةِ الْأَحَادِيثِ الصِّحَاحِ، وَأَنْوَاعِهَا، وَالْمُتَّفَقِ عَلَيْهَا، وَالْمُخْتَلَفِ فِيهَا، وَمَعْرِفَةِ كَيْفِيَّةِ عَوَالِي الْأَسَانِيدِ، فَقَدْ قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ: «طَلَبُ الْإِسْنَادِ الْعَالِي مِنَ الدِّينِ» . وَذِكْرِ مِثَالِ النَّازِلِ مِنْهَا، وَالْعَالِي. مُبْتَغِيًا بِهِ الثَّوَابَ مِنَ اللَّهِ، وَمُتَحَرِّيًا فِيهِ الزُّلْفَى لَدَيْهِ، وَإِيَّاهُ أَسْأَلُ أَنْ يُعِينَ عَلَى مَا قَصَدْتُهُ، وَيُنَزِّهُنَا عَنِ الْكَذِبِ، وَيُجَنِّبُنَا مِنَ الْهَوَى وَالرِّيَبِ، أَنَّهُ الْمُعِينُ عَلَى الرَّشَادِ، وَالْمُوَفِّقُ لِلسَّدَادِ بِلُطْفِهِ وَمَنِّهِ
1 / 156