فاقتضى ذلك منهم نقض العهد، والنداء عليهم بالطرد والبُعد، فصدرت إشارة مولانا المُومى إليه أعزَّ الله أنصاره بالتوجه لقتالهم، وإشعال نار الحرب فيهم واستئصالهم.
فهتف بي هاتف الِإلهام، أن أجمع نُبذة من كلام بعض العلماء الأعلام، إرشادًا للعباد في فضل الجهاد، وتأسِّيًا بما روي عن عليّ بن أبي طالب كرَّم الله وجهه أنه قال: مَنْ حرَّضَ أخاه على الجهاد كان له
مثل أجره، وكان له بكل خطوة عبادةُ سنة.
وفي لفظ آخر عنه ﵁ قال: مَنْ حَرَّضَ رجلًا على الجهاد في سبيل الله فله مثل أجره، وزاده مِثْل أجر نبى مرسل بلَّغَ رسالة ربه، ومَنْ بَطَّأ رجلًا عن الجهاد؛ فلو افتدى يوم القيامة بمِلئ الأرض ذهبًا لم يقبل منه؛ وله عذاب أليم إلا أن يعفو الله عنه (١).
فابتدرت لذلك مستعينًا بالقدير المالك، ورتبتها على: مقدمة، وبابين، وخاتمة، فأقول -وهو حسبي ونعم الوكيل-:
_________
= الخلافة وعمره ١٧ سنة وتوفي سنة ١٢٧٧ هـ. انظر تفصيل أمر خلافته وما جرى فيها: "تاريخ الدولة العلية العثمانية" لمحمد فريد بك (ص ٤٥٥ - ٥٢٩).
(١) ذكر هذا الأثر ابن النَّحاس في كتابه في فضائل الجهاد "مشارع الأشواق" (١/ ٢١١) ولم يذكر له مُخرِّجًا.
1 / 20