وفي حديث النبي أنه قال: (من أمسى وأصبح والآخرة أكبر همه، جعل الله الغنى في قلبه، وجمع له أمره، ولم يخرج من الدنيا حتى يكمل رزقه، ومن أمسى وأصبح والدنيا أكبرهمه، جعل الله الفقر بين عينيه، وشتت عليه أمره، ولم ينل من الدنيا إلا ما قسم له)(1).
واعلم أن من نظر إلى الدنيا بعين التحقيق، هدته إلى واضح الطريق، فإنها كما قال أمير المؤمنين وقد سأله رجل عنها فقال: صف لي الدنيا يا أمير المؤمنين. فقال عليه السلام: (ما أصف دارا أولها عناء، وآخرها فناء، وحلالها حساب، وحرامها عذاب، من صح فيها مرض، ومن استغني فيها فتن، ومن افتقر فيها حزن)(2) فهذه صفتها من الخائف الناصح الأمين.
ولما كتب سلمان الفارسي(3) رضي الله عنه من المدائن (إني قد خفت أن أركن إلى الدنيا فعظني. فكتب إليه أمير المؤمنين عليه السلام:
صفحہ 87