293

فأما الآثار في ذلك فكثيرة، وروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: (ناركم هذه جزء من سبعين جزأ من جهنم، ولولا أنها غسلت بسبعين ماء ما أطاق آدمي أن يسعرها، وإن لها يوم القيامة لصرخة، لا يبقى ملك مقرب ولا نبي مرسل إلا جثا على ركبتيه من صرختها، ولو أن رجلا من أهل النار علق بالمشرق لأحرق أهل المغرب حره).(1)

وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إ(ن جبريل أتاه فقال أتيتك حين أمر الله بمنافح النار فوضعت على النار تسعر ليوم القيامة. فقال: صف لي النار يا جبريل. قال: إ ن الله أمر بها فأو قد عليها ألف عام حتى احمرت، ثم أو قد عليها ألف عام حتى اصفرت، ثم أو قد عليها ألف حتى اسودت، فهي سوداء مظلمة لايظي ء لهبها، ولا خمود لها، والذي بعثك بالحق نبيئا لو أن ثوبا من ثياب أهل النار أظهر لأهل الأرض لماتوا جميعا، ولو أن ذنوبا من شرابها صب في ماء الأرض لقتل من ذاقه، ولو أن ذراعا من السلسلة التي ذكرها الله وضع على جبال الأرض لزالت وما استقلت، ولو أن رجلا دخل إلى النار ثم أخرج منها لمات أهل الأرض من نتن ريحه، وشويه خلقه وعظمه. فبكى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وجبريل عليه السلام فقال جبريل: أتبكى يا محمد وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال: أفلا أكون عبدا شكورا، ولم بكيت يا جبريل وأنت الروح الأمين أمين الله على وحيه ؟ فقال: أخاف ربي إن عصيته فيدخلني النار).(2)

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم(إن في النار لحيات مثل أعناق البخت، تلسع أحدهم لسعة يجد حموتها أربعين خريفا، وإن في النار عقارب مثال البغال تلسع أحدهم لسعة يجد حموتها أربعين خريفا).(3)

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم (جهنم سوداء مظلمة، وأهلها سود، وطعامها وشرابها وما أعد الله لأهلها أسود / والذي نفسي بيده لو أن رجلا اطلع وجهه في جهنم لاسودت الأرض وما عليها من سوء وجهه)(4).

صفحہ 300