الفرع الخامس: أن الله تعالى لا يشاء القبيح ولا يريده، ولا
يرضاه ولا يحبه.
وبيانه: أن ذلك نقص عظيم في أولي الحاجة والجهل، فكيف بالملك العدل قال الله تعالى: {وما الله يريد ظلما للعباد} وقال: {والله لا يحب الفساد} وقال: {ولا يرضى لعباده الكفر} ولو كان الله قد أراد كل معصية وحدث، وهو أهل أن يوجد مراده لكان أهلا أن يعصى، ويكفر به، تعالى عن ذلك.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وقد سأله الرجل: أي الإسلام أفضل ؟ قال: (أن تهجر ما كره الله).
الفرع السادس: أن الله تعالى يلطف لمن له لطف، ويوفق
المؤمنين، ويمكن جميع المكلفين
وبيانه: أنه لو كلف ولم يمكن لكان قبيحا ؛ لأنه تكليف لما لا يطاق، ولو لم يلطف ويوفق لكان قد استفسد العبد، وذلك قبيح.
وعلى هذا قال تعالى: {ولكن الله حبب إليكم الإيمان وزينه في قلوبكم وكره إليكم الكفر} الآية، وقال: {والذين اهتدوا زادهم هدى} وقال: {وأما الغلام فكان أبواه مؤمنين} الآية.
وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (ما زويت الدنيا عن أحد إلا كان خيرا له).
وعنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: يقول الله عز وجل: يحزن عبدي المؤمن إذا أقترت عليه الدنيا، وذلك أقرب له مني، ويفرح إذا بسطت عليه الدنيا، وذلك أبعد له مني، ثم تلا هذه الآية{أيحسبون أنما نمدهم به من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون} أي: ذلك فتنة لهم. تم الخبر .
صفحہ 228