208

الإرشاد

الإرشاد إلى نجاة العباد للعنسي

اصناف

تصوف

أما الركن الأول وهو وجوب معرفة الله تعالى بتوحيده، وما

يتصل بذلك ففيه ثلاث معارف.

أحدها: وجوب العلم بتوحيد الله، وما يتصل بذلك.

وثانيها: وجوب النظر.

وثالثها: بطلان التقليد.

أما المعرفة الأولى فبيانها أن العارف بالله تعالى بتوحيده

يكون أقرب إلى أداء الواجبات، واجتناب المقبحات، وما قرب من ذلك فهو واجب.

قال تعالى:{فاعلم أنه لا إله إلا الله}(1).

وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قال له الرجل: علمني من غرائب العلم. قال:(وماذا صنعت في رأس العلم حتى تسألني عن غرائبه ؟ قال الرجل: وما رأس العلم ؟ قال: معرفة الله حق معرفته. قال الرجل: وما معرفة الله حق معرفته ؟ قال: أن تعرفه بلا مثل ولا شبيه، وتعرفه إلها واحدا، عالما، قادرا، أولا، آخرا، ظاهرا، باطنا، لا كفؤ له ولا مثل)(2).

المعرفة الثانية وجوب النظر.

وبيانه أن العاقل يشاهد آثار الصنعة في نفسه وغيره فيجوز أن يكون له صانع تلزمه طاعته، ومنعم يلزمه شكره، فيصير خائفا من ترك النظر، فوجب عليه فعله دفعا للضرر المخوف؛ ولهذا قال تعالى:{أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرض وما بينهما إلا بالحق}(3) وقال تعالى:{أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خلقت}(4) الآية.

وعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (من أخذ دينه عن التفكر في آلاء الله تبارك وتعالى، وعن التدبر لكتابه، والتفهم لسنتي زالت الرواسي ولم يزل، ومن أخذ دينه عن أفواه الرجال، وقلدهم فيه ذهب به الرجال من يمين إلى شمال، وكان من دين الله على أعظم زوال)(5).

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم:(تفكر ساعة خير من عبادة سنة)(6).

وعنه عليه السلام (تفكروا في المخلوق ولا تفكروا في الخالق)(7).

صفحہ 212