السبعين، وفي هذه الرحلة كابد شظف العيش حيث لم يتيسر له فيها إلا القليل من المال الذي لا يكفيه لمؤنة سفره، إلا أن الله أعانه عليها لصفاء مقصده، حيث هيأ له من أعانه على أعباء المعيشة حتى دخل أصبهان، وحصّل بها الكثير من العلم، والنفيس من الكتب، وبها تتلمذ على أئمة أجلاء من أبرزهم الحافظ: أبو موسى محمد بن أبي بكر المَدِيني، وأبو سعد محمد بن عبد الواحد بن عبد الوهاب الصائغ، وخلق كثير سواهم.
أما رحلته إلى همذان، فلم أجد من أرّخها إلا أنه رحل إليها، ولعل رحلته إليها كانت بعد خروجه من أصبهان، حيث سمع بها من أبي المحاسن عبد الرزاق بن إسماعيل القرماني، وأبي سعيد المطهر بن عبد الكريم القومساني وسواهما.
ويذكر المنذري أنه حدث بدمياط، وهذا يدل على أنه رحل إليها أيضًا، ورحل إلى الموصل، وسمع من خطيبها أبي الفضل الطوسي. وله رحلات جانبية أخرى، إذ كان ﵀ عالي الهمة، شديد التعلق بكل ما يزيد في علمه، ويخدم هدفه ١.
_________
١ انظر عن رحلاته: ذيل طبقات الحنابلة ٢/٥-٦، وسير أعلام النبلاء ٢١/٤٤٤-٤٤٥، والقلائد الجوهرية ٢/٤٤٠، وتذكرة الحفاظ ٤/١٣٧٣، والمستفاد من ذيل تاريخ بغداد ص١٦٨، والبداية والنهاية ١٣/٣٨-٣٩.
1 / 20