قال مسعر بن كدام: رحمن الله من أهدى إلي عيوبي في ستر بيني وبينه، فهو الناصح، فإن النصيحة في الملأ تقريع.
إياك وكل جليس لا يفيدك علما ولا تكسب منه خيرا، وإياك وطول المجالسة لمن لا يفيدك علما نافعا، فإن الأسد إنما يجترؤ عليها من أدام النظر إليها.
وقيل: أزهد الناس بالعالم أهله وجيرانه لكثرة الاتصال بينهم، كل شيء إذا تكرر يمل إلا كلام الله وكلام رسله.
جمي الكتب يدرك من قراها ... ملال أو فتور أو سآمة
سوى القرآن فافهم واستمع لي ... وقول المصطفى يا ذا الشهامة
وقال آخر: يا بني لا تمكن الناس من نفسك، فإن أجرأ الناس على السباع أكثرهم لها معاينة.
قال الشاعر:
رأيت حياة المرء ترخص قدره ... فإن مات أغلته المنايا الطوائح
كما يخلق الثوب الجديد ابتذاله ... كذا تخلق المرء العيون اللوامع
وقال بعض العلماء يصف أهل بلده:
يرون العجيب كلام الغريب ... وأما القريب فلا يعجب
وجوابهم عند تعنيفهم ... مغنية الحي لا تطرب
من التواضع الرضا بالدون من المجلس.
ويروى عن ابن مسعود أنه قال: إن من التواضع أن ترضى بالدون من المجلس، وأن تبدأ السلام من لقيت.
قال إبراهيم النخعي: إن الرجل ليجلس مع القوم فيتكلم بالكلام يريد الله به فتصيبه الرحمة فتعم من حوله.
وإن الرجل يجلس مع القوم فيتكلم بالكلام يسخط الله به فتصيبه السخطة فتعم من حوله.
وقال - صلى الله عليه وسلم -: «ويل للذي يحدث الناس فيكذب ليضحكهم ويل له ثم ويل له».
صفحہ 7